تصادف المرأة العاملة عقبات في حياتها العملية تدفعها أحيانا إلى اللجوء للعديد من الوسائل للسيطرة على المشكلة قبل استفحالها، وتبرز قضية "التحرش" بالمرأة العاملة كإحدى المشكلات التي تستدعي تكاتفا اجتماعيا للحد من تفشيها وتحولها إلى "ظاهرة" بسبب نزوات ضعاف النفوس خاصة داخل أروقة قطاع الأعمال من مؤسسات وشركات. ويلجأ غالبية السيدات اللاتي يتعرضن للتحرش داخل أعمالهن في العادة إلى اختيار طريق واحد لا رجوع فيه، الرحيل وعدم العودة للعمل حفاظا على سمعتهن التي قد تشوه بسبب ضغوط المتحرشين، في الوقت الذي ينتظر الكثير قوانين أكثر حزما مع المتجاوزين الذين يتسببون أحيانا لقطع لقمة العيش لسيدة في غاية الحاجة للعمل. مأساة منسقة حفلات اعتبرت موظفة سابقة بفندق شهير في جدة الاستقالة حلا استراتيجيا لوقف كل محاولات ابتزازها داخل القطاع الذي كانت تعمل فيه، وقالت إن التجربة السيئة التي خاضتها كادت تكلفها ضريبة البقاء في المنزل، وأضافت "حصلت على وظيفة في فندق شهير كمنسقة حفلات، إلا أني تعرضت لابتزاز من زملائي الموظفين حيث يحاولون دوما الاقتراب والتودد لي بالعبارات وطلب الدخول في علاقات عاطفية، ورغم أن كل محاولاتهم باءت بالفشل، إلا أن نظرة صديقاتي إلي دفعتني للاستقالة، والبحث عن عمل آخر بعيد عن التحرشات التي كنت أواجهها".