التأم أمس، منتدى جدة الاقتصادي 2011، بعد أن أكمل عقدا من الزمن، وسط تغيرات عالمية سياسية واقتصادية، كفيلة بتوجيه أنظار وكالات الأنباء العالمي، وخطف تصاريح صحافية للمشهد السياسي العالمي، فيما ستحضر بشكل بارز وسط أحاديث الحاضرين وحتى النقاشات خلال الجلسات، الحزم التنموية والإصلاحات الاقتصادية، التي صافح بها الشعب السعودي خادم الحرمين الشريفين. رئيس المنتدى الدكتور ماجد القصبي، تحفظ في تصريحات إلى "الوطن" حول افتتاح الدورة الحالية أول من أمس، عن التعليق حول هذا الأمر، على غرار التحفظ الدائم لرؤساء المنتدى طوال الدورات الماضية، إلا أن المؤكد أن مراسلي وسائل الإعلام العالمية والمحلية، سيجدون مادة صحفية دسمة، في ظل مشاركة ثلاثة رؤساء دول في جلسات أعمال المنتدى. منتدى جدة الاقتصادي، حقق صيتا ذاع عالمياً، خصوصاً في دوراته الأربع الأولى، حتى إنها أعطت منظميه الغرفة التجارية الصناعية في جدة، الحق في الزعم أنه كرس ثقافة المنتديات الاقتصادية في البلاد، وكان له قصب السبق في تسجيل الكثير من الأولويات والأطروحات التي واكبت قضايا الساحة العالمية. إلا أن المراقب لمنتدى جدة الاقتصادي الدولي، منذ بزوغ فجره الأول في عام 2000، يشهد على الشد والجذب الذي يدور في أروقة مجلس الغرف السعودية من طرف، بصفتها الرابط مع المؤسسات الحكومية المعنية بالتراخيص للمنتديات الدولية، وغرفة جدة من طرف آخر، حتى إنه ألغيت دورته العاشرة في عام 2009، ورحلت إلى العام التالي، لأسباب تنظيمة وأخرى مختلفة. وعلى صعيد الصحافة المحلية والنشر عن المنتدى، تبقى قضية أخرى بحد ذاتها، فدائماً ما يواكبها تحفظ من قبل المنظمين، حول ما يصفونه بالإثارة من خلال التقاط الصور الفوتوغرافية "العشوائية" من أروقة المنتدى، ورغم أن هذه التحفظات لا تصل إلى مستوى الحد من حريات النشر، لكنها غالباً ما تصب بطريقة توصف ب "الدبلوماسية"، لتصنع علاقة حميمة مع الصحافة المحلية. مقابل ما يوصف بالتوجس من الإعلام، وبدافع تعزيز الطرح الصحفي الاقتصادي، شرع منظمو المنتدى في دورته الثامنة، في إطلاق جائزة للتميز الإعلامي ربطوها بمحاور المنتدى، قبل أن يعودوا ويلغوها بعد نسختين، ورغم أنها لم تشترط عدم النقد، إلا أن الفكرة لم تجد قبولاً لعدم ربطها بالشأن الاقتصادي المحلي أو العام، حتى تكتسب الصفة المهنية وتحفز الأعمال الصحافية الاقتصادية. وفي الجانب المكاني لمقر التنظيم، لم يهنأ المنتدى في الثبات بمكان، مقر رئيسي للمنتديات والمعارض في جدة طوال سنواته، في ظل عدم وجود مقر مناسب للمنتديات في العاصمة التجارية للبلاد "جدة" فتنقل المنتدى في ثلاثة مقار، حيث الدورة الثانية في قاعة ليلتي، ليعود إلى فندق هيلتون جدة، الرابعة وحتى الدورة الثامنة والأولى في مركز المعارض، وتباينت الأسباب حول هذا الأمر. ويبقى هذا الحدث السنوي مساهماً فاعلاً، في صنع منبر عالمي يمكن أن يحمل على أضوائه السياسات الاقتصادية السعودية والشراكات مع قطاعات الأعمال العالمية، في ظل ما رسخه المنتدى من صيت عالمي، من خلال مخاطبة متحدثين على مستوى عالٍ من قادة الشركات والصناعيين والخبراء الماليين والمصرفيين من مختلف أنحاء العالم، وقبل ذلك رؤساء الدول.