سيكون سكان الخفجي شمال شرق المملكة هم أول سكان يحصلون على المياه المحلاة بواسطة الطاقة الشمسية في المملكة حيث توقع رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل أن تبدأ محطة التحلية بالطاقة الشمسية التي يجري بناؤها حالياً في الخفجي بواسطة المدينة وشريكها التقني للمشروع شركة آي بي إم (IBM) الأميركية، في إنتاج المياه بحلول عام 2013. وإلى جانب التوجه الجديد لإنتاج المياه بالطاقة الشمسية يوجد لدى مدينة الملك عبدالعزيز كذلك توجه لزيادة إنفاقها بصورة كبيرة على أبحاث المياه خلال السنوات الخمس القادمة إذ إن جزءا كبيرا من ميزانية البحث العلمي المخصصة للمدينة للفترة ما بين 2010 و 2014 والبالغة 15 مليار ريال سيتم تخصيصها لأبحاث المياه كما أوضح السويل في تصريح إلى "الوطن" خلال تواجده في منتدى الصناعات التحويلية في مدينة ينبع الصناعية الذي انتهى الأربعاء الماضي. وقال السويل إن محطة التحلية الجديدة ستكون عند الانتهاء منها هي أكبر محطة في العالم لتحلية المياه بالطاقة الشمسية وستكون المرحلة الأولى من المحطة جاهزة للتشغيل والإنتاج بنهاية عام 2012 وبحد أقصى الشهرين الأولين من عام 2013. وستنتج المحطة الجديدة نحو 30 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً لتلبية احتياج 100 ألف شخص يسكنون في الخفجي، بحسب ما أوضحه السويل. وأضاف أن المملكة تسعى إلى تطبيق مشروع محطة تحلية مياه الخفجي الشمسية في مناطق أخرى منها، إلا أنه استبعد أن تقوم مدينة الملك عبدالعزيز بنفس ما قامت به في الخفجي وبناء محطات مماثلة على مستوى المملكة، قائلاً: "نحن جهة بحثية كما تعلم وبناء المحطات ليس من صميم عملنا، ولهذا أتمنى أن تبدأ الجهات الأخرى المسؤولة عن إنتاج المياه في المملكة باستكمال تعميم تجربة الخفجي في المناطق الأخرى". وسبق أن كشف رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن تنفيذ خطة المملكة لتحلية المياه بواسطة الطاقة الشمسية سيتم على ثلاث مراحل. وسيتم في المرحلة الأولى بناء محطة لتحلية المياه المالحة بطاقة إنتاج تبلغ 30 ألف متر مكعب يومياً وذلك من خلال بناء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بطاقة 10 ميجاوات وأغشية التناضح العكسي. أما المرحلة الثانية فسيتم فيها بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية بطاقة إنتاج 300 ألف متر مكعب يومياً في منطقة يتم اختيارها لاحقاً ويستغرق تنفيذ هذه المرحلة ثلاث سنوات بعد استكمال المرحلة الأولى وبإنتاج يبلغ عشرة أضعاف إنتاج محطة المرحلة الأولى. في حين سيتم في المرحلة الثالثة (التي يتوقع السويل ألا تشارك فيها المدينة) بناء عدة محطات للتحلية لمناطق مختلفة من المملكة سيشارك فيها القطاع الصناعي المحلي. والمملكة هي أكبر دولة منتجة للمياه المحلاة في العالم. وتواجه المملكة نمواً كبيراً في الطلب على المياه والكهرباء يصل إلى 8% سنوياًَ. وتسعى المملكة من خلال مدينة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) إلى تطوير تقنيات متعددة لإنتاج المياه من بدائل متعددة للحفاظ على ثروتها النفطية التي يتم استخدامها في محطات المياه كوقود لإنتاج المياه. وكان وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين قد كشف العام الماضي أن جزءا كبيرا من إنتاج النفط يذهب لإنتاج المياه والكهرباء وأن ما يتم استخدامه حالياً يقارب مليونا ونصف المليون برميل نفط ويزداد سنوياً. ومن المتوقع أن يصل حجم النفط المستخدم في الاستهلاك المحلي لإنتاج الكهرباء والمياه إلى 8 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2028 إذا ما استمر الطلب على الطاقة بالنمو بنفس وتيرته الحالية. وسبق أن أوضح رئيس مدينة الملك عبدالعزيز أن تحلية المياه المالحة هو الخيار الاستراتيجي لتأمين مياه الشرب للمملكة التي تنتج أكثر من 18% من الإنتاج العالمي للمياه المحلاة حيث تعد تكلفة الطاقة المستخدمة في محطات التحلية من أهم أسباب ارتفاع تكلفة الإنتاج لذا فإن العمل على خفض تكلفة إنتاج الطاقة سينعكس إيجاباً على خفض تكلفة الإنتاج، مشيرا إلى ما تتمتع به المملكة من سطوع شمسي عال على مدار العام يقدر بألفي كيلوات متر مربع سنوياً وهو ما دعا المدينة لتنفيذ برامج بحث وتطوير في مجال نقل وتوطين تقنيات الطاقة الشمسية منذ مدة طويلة.