تراقب المملكة بقلق التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والحكومة اليابانية حول ارتفاع معدلات الإشعاع في العاصمة طوكيو، والمناطق التي يتواجد بها مواطنون سعوديون لضمان سلامتهم من التعرض لمستويات إشعاعية مضرة بالصحة. وذلك عقب الحرائق والانفجارات التي تعرضت لها محطة فوكوشيما للطاقة النووية نتيجة الزلزال الذي ضرب شمال شرق اليابان بقوة 9 درجات والتسونامي الذي أعقبه، والذي نجم عنه انفجارات رفعت مستويات الإشعاع في المنطقة إلى ألف ميلليسفريت. وأكد رئيس الدائرة الإعلامية في الخارجية السعودية السفير أسامة نقلي أن كل الاحتمالات مفتوحة، وتم إعداد خطط للتعامل مع كل الظروف المحتملة في ظل هذه المعلومات المقلقة لتنفيذ عملية إجلاء لكل المواطنين السعوديين في اليابان من عاملين في ممثليات خادم الحرمين الشريفين هناك، أو العاملين في شركة أرامكو السعودية، أو في غيرها من الشركات، والبالغ عددهم نحو أربعمائة مواطن. وأوضح نقلي أمس في تصريح خاص ل "الوطن" أن السفارة السعودية في طوكيو شكلت مع بداية الكارثة الطبيعية غرفة عمليات خاصة تعمل على مدار الساعة للتواصل مع الطلبة والرعايا السعوديين، لإعادتهم إلى بلدهم لضمان سلامتهم، مؤكداً أن السفارة تسعى لاستخدام كل وسائل الاتصال المتاحة من خلال الأرقام الهاتفية، والبوابة الإلكترونية للوصول إلى كل الرعايا السعوديين المتواجدين في اليابان، خصوصاً في المناطق المنكوبة لتسهيل إجلائهم إلى المملكة، وتأمين التدابير والتسهيلات اللازمة لمساعدتهم. وكانت الحكومة الفرنسية قد حثت مواطنيها المقيمين في طوكيو على مغادرة اليابان، أو التوجه إلى جنوب البلاد بسبب خطر الإشعاع الصادر من محطة للطاقة النووية شمال العاصمة لحقت بها أضرار جراء الزلزال. وأوقفت اليابان أمس العمليات في محطة فوكوشيما للطاقة النووية المنكوبة لمنعها من الانصهار بعد ارتفاع نسبة الإشعاعات إلى مستويات خطيرة. وأعلن أمس أن عدد المفقودين من سكان مدينة ايشينوماكي عشرة آلاف شخص. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية إن عمالا يحاولون شق طريق حتى يتسنى لسيارات الإطفاء الوصول إلى المفاعل رقم 4، ولم تعد ألسنة اللهب تتصاعد من المبنى الذي يضم المفاعل لكن لقطات نقلها التلفزيون أظهرت دخانا أو بخارا يتصاعد. كما أخفقت طائرة هليكوبتر في رش المياه في محاولة تبريد قضبان الوقود. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوكيو ايدانو، إن العمل في غمر المفاعلات بالمياه قد توقف بسبب الحاجة إلى الإخلاء، مضيفاً أن اليابان ربما تسعى إلى الحصول على مساعدة عسكرية أميركية مباشرة لإنهاء أزمة محطة المفاعلات النووية المتضررة، وكانت وكالة الصناعة والسلامة النووية قد قالت في وقت سابق إن 70 % من قضبان الوقود في المفاعل رقم واحد في محطة فوكوشيما قد تضررت بشدة عقب الزلزال والتسونامي. واستمر الوضع حرجا أمس في محطة فوكوشيما حيث كانت السلطات اليابانية تكافح لتفادي كارثة نووية كبرى، وهو سيناريو يتحضر له عدد كبير من الدول الأجنبية، وأعلنت الشرطة اليابانية أمس أن عدد القتلى 4164 قتيلا وقدر الإحصاء عدد المفقودين ب 12 ألف شخص. وبعد خمسة أيام على أقوى زلزال يتم تسجيله في تاريخ اليابان، توالت سلسلة الحوادث المقلقة داخل المحطة الواقعة شمال شرق البلاد على بعد 250 كلم من طوكيو، وبعد اندلاع حرائق جديدة في المفاعلين الثالث والرابع، سجل مستوى النشاط الإشعاعي الذي تم رصده عند مدخل محطة فوكوشيما ارتفاعا قويا قرابة الساعة 01,00 تغ قبل أن ينخفض بعدها، بحسب المتحدث باسم الحكومة يوكيو ايدانو. وقررت الحكومة في تدبير مؤقت إخلاء أعضاء طاقم المحطة الموجودين في الموقع، وكان الجزء الأكبر من الموظفين البالغ عددهم 800 قد تم إخلاؤهم من الموقع بأمر من السلطات. وأعلن المتحدث الحكومي أن حجرة الاحتواء في المفاعل الثالث قد تكون تضررت، وقال "وفق السيناريو الأكثر ترجيحا، تسرب بخار من حجرة الاحتواء، وشوهد دخان يتصاعد منها"، مشيرا إلى أن الإشعاعات النووية خارج دائرة ال 20 كلم التي فرضت حول محطة فوكوشيما النووية المتضررة "لا تشكل خطرا فوريا على الصحة". وأعلن إمبراطور اليابان اكيهيتو في خطاب أمس أنه يصلي لأجل سلامة أكبر عدد من الناس، معبرا عن قلقه العميق من تصاعد حدة الأزمة النووية، مقرا بأن البلاد لا تزال تجهل عدد الأشخاص الذين قتلوا في الكارثة. وفي تايوان أعلن المتحدث باسم أحد المطارات أمس اكتشاف جزيئات مشعة على ملابس خمسة مسافرين تايوانيين لدى وصولهم من اليابان في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أن الخطر الوحيد من تلوث المنتجات الغذائية اليابانية يقتصر على المنطقة المحيطة بالمحطة المنكوبة.