يمثل التقسيم السياسي حجر الزاوية في كثير من النشاطات الثقافية التي تبنى على أسس جغرافية إقليمية، ففي حالة دول الخليج العربية مثلاً كان النشاط الثقافي الذي ينظم تحت هذه المظلة السياسية يقتصر على الدول ال6 (السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان وقطر). لكن في ظل توجه بعض الملتقيات الثقافية الخليجية لإشراك أدباء ونقاد من اليمن والعراق، يبدو الوضع ضبابياً بالنسبة للناقد الأدبي الذي يدرس الإنتاج الأدبي بناء على البنية السياسية الإقليمية المعروفة كالخليج العربي. وأعلن أمس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عن اعتماد مشاركة اليمن والعراق في الدورة الثانية لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، التي سينظمها في ديسمبر المقبل، والخاصة بالقصة القصيرة في منطقة الخليج العربي بمشاركة أدباء ونقاد من العراق واليمن لأول مرة ممثلين لبلديهم، حيث سيكون أبرز محاور الملتقى ندوة رئيسية تحت عنوان (القصة الخليجية وتحولات الألفية الثالثة) . وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشاعر حبيب الصايغ "إن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يهتم اهتماماً بالغاً بالتواصل مع محيطه العربي، وقد جاء تنظيم الملتقى تأكيداً لهذا التوجه" . وأضاف" إننا في الاتحاد نؤمن بأن الإبداع نشاط إنساني عابر للحدود بجميع أنواعها وأشكالها ودرجة رسوخها، صحيح أننا نتحدث هنا عن ملتقى للإبداع الخليجي، لكن التطلع والطموح لتطويره في المستقبل إلى ملتقى عربي أو دولي وارد جداً، لاسيما أنه منسجم مع قناعتنا الأكيدة بأننا جزء أصيل من حركة إبداعية عربية في مستوى، وإنسانية في مستوى آخر أعمق وأشمل". من جهتها أكدت الأمينة العامة للملتقى القاصة أسماء الزرعوني: أن الأهداف التي رسمناها للملتقى كانت واضحة ومحددة، ويأتي على رأس تلك الأهداف إتاحة الفرصة أمام الأدباء والكتاب والمبدعين لتبادل الخبرات، وتداول الرؤى والأفكار، والوقوف على أبرز سمات المرحلة واستحقاقاتها. وجاء اقتصار الدورة الثانية على القصة القصيرة بعد أن كانت الدورة الأولى مفتوحة على جميع أجناس الأدب، حيث حملت الندوة الرئيسية للدورة الأولى ندوة بعنوان (المشهد الثقافي والأدبي الخليجي)، وقدمت فيها أوراق عرضت للحركة الثقافية في كل من البلدان المشاركة، من حيث تاريخها، وسماتها، وآفاقها المستقبلية. وكانت الدورة الأولى انعقدت في الفترة ما بين 5 8 /12/2010، بمشاركة عدد من القاصين والشعراء والنقاد الخليجيين منهم: (عبد الله الهدية وإبراهيم محمد إبراهيم والهنوف محمد وشيخة المطيري وأحمد العسم وفاطمة عبد الله ونجيبة الرفاعي وصالحة غابش وعلي الشعالي من الإمارات، و عبد الله الوشمي ومحمد المزيني و سلطان القحطاني من السعودية، وعلي الجلاوي وفهد حسين وعباس عبد الله من البحرين، وإسحق الخنجري ومحمود الرحبي وابتسام الحجري من عمان، وحصة السويدي و هيا الدرهم من قطر، و ليلى السبعان ونورة بوغيث من الكويت).