شهد يوم أمس اتصالات مكثفة قامت بها سفارة المملكة في اليابان لتأمين طائرة مروحية لنقل سبعة طلاب سعوديين محتجزين في مدينة سنداي بجزيرة ميجي التي ضربتها أمواج المد البحري (تسونامي) إثر الزلزال المدمر الذي تعرضت له اليابان الجمعة الماضي. يأتي ذلك بعد أن فشلت محاولات إجلاء الطلاب عن طريق الوسائل البرية، مما دفع السفارة إلى التوجه إلى خيار استئجار طائرة مروحية لإحضار الطلاب إلى مدينة أوساكا التي تحولت إليها غرفة العمليات بالسفارة، حيث تعتبر أوساكا أكثر المناطق الآمنة في اليابان حاليا، والبعيدة عن أي تهديد إشعاعي، بعدما تردد عن وجود تسريبات إشعاعية تجاوزت الحد الآمن دوليا. وحسب بيان السفارة السعودية في طوكيو - تلقت "الوطن" نسخة منه - فقد واصل وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل متابعته وتمت اتصالات مباشرة بين وكيل الوزارة الأمير خالد بن سعود وسفير خادم الحرمين الشريفين في اليابان الدكتور عبدالعزيز تركستاني، وأقامت سفارة المملكة في اليابان مكتبين للعمليات والتنسيق لخدمة المواطنين السعوديين، لتسهيل عودتهم إلى المملكة في أقرب وقت ممكن. في حين ذكرت مصادر "الوطن" أنه من المنتظر أن تصل اليوم إلى أوساكا طائرة خاصة لنقل جميع المواطنين السعوديين الراغبين في مغادرة اليابان والعودة إلى المملكة. وفي طوكيو عدلت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أمس من قوة الزلزال إلى 9 درجات على مقياس ريختر بدلا من 8.8 درجات كما سبق إعلانه. وكانت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية قد قدرت قوة الزلزال ب8.9 درجات. وكانت وكالة الأمن النووي اليابانية قد أعلنت أول من أمس أن انصهارا نوويا قد يكون جاريا في المفاعل الأول من المحطة النووية الأولى في فوكوشيما شمال غرب اليابان، وقد أعلنت حال الطوارئ أمس في محطة نووية ثانية تضررت جراء الزلزال. وذكر كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوكيو ادانو أمس أنه من المحتمل أن يكون قد حدث انصهار نووي في المفاعل رقم 3 في محطة فوكوشيما1 النووية، وأرجع ذلك إلى تعطل نظام التبريد بنفس الطريقة التي حدثت في المفاعل رقم 1 بالمحطة. وأشار ادانو إلى عدم الحاجة إلى إخلاء السكان القريبين من المفاعل، قائلا إنه حتى لو حدث انفجار كالذي وقع في المفاعل رقم 1 بالمحطة فإن حاوية المفاعل تستطيع تحمل هذا الانفجار. ولكن الحكومة اليابانية نفت أمس التقارير التي أفادت بحدوث انصهار في محطة فوكوشيما 1 النووية التي تضررت بسبب الزلزال، وذكرت تقارير أنه تم ضخ مياه البحر إلى ثالث مفاعل في منطقة محطة القوى المتضررة من الزلزال للحيلولة دون انصهار قضبان الوقود النووي. وقالت شركة إير وورلدوايد المتخصصة في تقييم مخاطر الكوارث أمس إنها تقدر الخسائر المؤمن عليها والتي تكبدتها اليابان جراء الزلزال بما بين 14.5 و34.6 مليار دولار. وأعلنت الشرطة اليابانية أمس أن حصيلة القتلى جراء الزلزال تجاوزت ألف شخص، وكان رئيس شرطة مقاطعة مياجي، أحد أكثر المناطق تضررا باليابان، قد قال في وقت سابق إنه يحتمل أن ما يربو على 10 آلاف شخص لقوا حتفهم في المقاطعة جراء الزلزال وموجات مد عاتية (تسونامي)، وتفيد آخر حصيلة رسمية أعلنتها الشرطة أن 688 شخصا قتلوا، و642 فقدوا، و1570 جرحوا الجمعة الماضية، وما زال 1167 شخصا مفقودين حتى أمس في منطقة فوكوشيما المجاورة للقطاع الأكثر تضررا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء كيودو. وقد عثر على ما بين 300 و400 جثة في مرفأ ريكوزينتاكاتا البلدة الساحلية الواقعة في هيغاشيماتسوشيما في إقليم مياجي، وكان عثر قبل ذلك على ما بين مئتي و300 جثة على أحد شواطئ سينداي اجتاحته أمواج ارتفاعها عشرة أمتار، كما تم العثور على 600 جثة على سواحل مقاطعتي مياجي وإيوات الواقعتين شمال شرق البلاد.