يروي كتاب "تجربة فتى متطرف سيرة ذاتية "للدكتور محمد العوين حركة المجتمع السعودي خلال حقبة الثمانينات ويرصد المؤلف في 23 محطة و298 صفحة من القطع المتوسط اندفاع البطل في الطريق إلى "التطرف" الذي أبعده عن مجتمعه وأصبح على النقيض معه وكيف انقلب على نفسه وعلى ذلك الفكر الذي استقطب إليه، إلى جانب تجربته في الانخراط بالتنظيمات المؤدلجة وكيف أنها تسعى إلى غسل أدمغة الشباب وتوجيههم لتفسير الحياة والواقع ورسم المستقبل حسب منطلقات ومفهومات تلك الجماعات المسيسة وتجربة الشاب الذي وقع في عدة حبائل واستقطاب إحداها فتورط إلى أن أوشك على أن يقدم نفسه قربانا لما كان يؤمن به بعد أن خلط بين الواقع والخيال. ويؤرخ الكتاب لأنماط من الحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية في المملكة خلال حقبة نشأة ونشاط تيار حركة ماسمي ب " الصحوة الدينية" وما صاحبها من تيارات مثل أسلمه الأدب، وجاهلية المجتمع، والإسلام هو الحل، ومصطلح الأمة، ونحن والغرب اتهام هذه التيارات الدينية بأنها السبب في ما حصل من إرهاب خلال العقدين الماضيين في بلادنا. " المحتسبون" حضروا بكثافة أثناء توقيع العوين كتابه واقتنوا نسخاً منه، وناقش احد المحتسبين العوين وقال له "لقد بالغت في توصيف حال الشخصية ووصفه بتجربة متطرف"، ورد العوين بأنها واقعية "وعشتها شخصياً في مرحلة الثمانينات وستقرؤها وستغير وجهة نظرك"، مشيراً إلى أن الكتاب عمل أدبي يرصد مرحلة تاريخية عاشها شخصياً وهي لا تهاجم الدين بل التحزب الديني.