في مزاد علني، قرر معرض الأنتيكات "تيفاف" بمدينة ماستريخت الهولندية، عرض لوحة قاطفة الزهور للفنان الفرنسي العالمي بيار أوغست رينوار (1841-1919) أحد رواد المدرسة الفنية الانطباعية، بسعر مبدئي يبلغ 11 مليون يورو، يمكن أن يتجاوزه إلى ملايين أخرى. اللوحة تمثل سيدة حسناء تقطف الزهور من حديقة ممتدة الأطراف، ألوانها حالمة بين الأزرق والوردي، ومرسومة على قماش، وسيدة اللوحة هي "كاميلا مونيه" الزوجة الأولى رائعة الجمال للفنان الفرنسي مؤسس الحركة الانطباعية الفنية كلاودي مونيه، والتي توفيت عام 1879 عن عمر يناهز 38 عاما بعد إنجابها طفلها الثاني من مونيه، وبعد زواج استمر 8 أعوام مليئة بالحب والسعادة، وترك موتها آثارا نفسية حزينة وعظيمة لدى زوجها الفنان الذي لم يتوان عن رسمها وهي متوفاة على فراشها قبل أن يواريها الثرى. فقام الفنان رينوار بمجاملة صديقه مونيه برسم هذه اللوحة لكاميلا وهي تقطف الزهور، واللوحة سبق أن باعها معرض دينكسون في لندن إلى معهد الفن فرانسيس كلارك، وسيتولى الآن المعرض الهولندي بيعها لحساب المالك الأخير، ويقام المزاد بالمعرض الهولندي في الفترة من 18 إلى 27 مارس الجاري. يذكر أن كلاودي مونيه مؤسس الحركة الانطباعية، والتي يعد رينوار أحد روادها، والانطباعية حركة فلسفية فنية، وتعني التعبير عن مفاهيم واحدة، وهو مصطلح اشتقه مونيه من الطبيعة التي كانت تهيمن على لوحاته وتمنحها ملامح ظاهرة كشروق الشمس، وهى حركة تمثل ثورة على القواعد التقليدية للفن التي كانت تحكم هذا الزمان من رسومات أسطورية وتاريخية للأشخاص والمعابد والكنائس وغيرها. وخصائص هذه الحركة هو الانطلاق بين أحضان الطبيعة واستلهام تفاصيلها في رسومات فنية رائعة، لتضم هذه اللوحات كل الحياة الطبيعية بجمالها وانطلاقتها، بحار، شواطئ، غابات، معالم عصرية للحياة، إنها حركة بثت الروح في الحياة الفنية والثقافية، بما أثارته من إدراكات جديدة لعالم الحركة والصورة والظل والضوء والجمال المطلق.