تمسكت المعارضة اليمنية بمشاركة القادة الموجودين في الخارج في أية تسوية مع النظام، نافية وجود أي اتفاق لعودة الحوار مع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم. وأكدت مصادر في المعارضة أن أي اتفاق يجب أن يتم مع كل القوى السياسية في الداخل والخارج بما في ذلك الحراك السلمي في الجنوب والحوثيون وبقية القوى السياسية الأخرى وفي المقدمة الشباب المعتصمون في ساحات التحرير. وأشارت المصادر إلى أن عملية الانتقال السلمي للسلطة تتطلب تحديد خطوات عملية تشارك في مناقشتها كل القوى السياسية. وأضافت أن المعارضة لن تتفرد بموقف مستقل عن بقية القوى الفاعلة وفي المقدمة شباب الثورة باعتبار أن المستقبل هو مستقبلهم وهي تدعم نضالهم وتسعى لأن يكونوا حاضرين ومشاركين أساسيين في تقرير هذا المستقبل. من جهته قال الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري النائب سلطان العتواني إن إعادة الحديث عن مسألة التوريث وإن بصيغ مختلفة تؤكد عدم مصداقية وجدية صالح بما وعد به الشعب أمام مجلسي النواب والشورى وكافة القوى التي التقى بها. وأضاف أن "مشاريع التوريث قد سقطت تماماً في المنطقة العربية بعد الثورات الشعبية التي قامت في تونس ومصر، والتي هي الآن مستمرة في كثير من البلدان العربية، وبالتالي لا ينبغي الحديث عن التوريث بعد الآن". وأوضح القيادي المعارض أن "حديث الرئيس بأن من حق ابنه وراثته في رئاسة الجمهورية تحت مسمى حقه في الترشح لمنصب الرئاسة التفاف على الالتزامات والتعهدات التي قدمها للشعب بأن لا توريث ولا تمديد"، مضيفا أن التوريث "لا يعني أنه صك شرعي يمنح من الآباء للأبناء، وإنما يأتي من خلال تمكينه من المنافسة من خلال استغلال المواقع التي يشغلونها وتسخير إمكانات الدولة لصالحهم". وفي المقابل قال مسؤول كبير في الحكومة اليمنية إن صالح سيرد بشكل إيجابي على خارطة الطريق التي قدمتها المعارضة وتطالبه بانتقال سلس للسلطة وتطبيق إصلاحات سياسية. وأوضح المسؤول "سيكون الرد إيجابيا على الاقتراح. يناقش الجانبان حاليا التفاصيل وسنعلن الموقف النهائي في وقت لاحق". وقالت سامية الأغبري وهي ناشطة بارزة في صنعاء إن هذه طريقة واضحة " للالتفاف على ثورة الشباب". وذكرت أن المحتجين لن يقبلوا بما هو أقل من رحيل هذا النظام فورا دون أي تأخير. ومن جهته حذر شادي حامد من مركز بروكينجز في الدوحة أنه يجب عدم التعويل كثيرا على ما سمي "بالرد الإيجابي". وأضاف أن الاستراتيجية الآن هي التسويف والبقاء أطول فترة ممكنة. في غضون ذلك أكد المحتجون في مخيم التغيير بجامعة صنعاء رفضهم للمحاولات والمبادرات المقدمة من الرئيس صالح ورفضهم "التسريبات والإشاعات" التي تصدرها السلطة. وأكد بيان صادر عن المعتصمين أن ثورتهم السلمية لن "تهمد جذوتها واعتصامهم لن يتوقف إلا بسقوط النظام".