حرمة الميت كحرمة الحي (هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان) والإسلام كرم الإنسان، قال تعالى (ولقد كرمنا بني آدم) إذاً لماذا الإنسان يتجاهل كل هذا ويصر على إهانة بني جنسه والإساءة لهم أمواتاً وأحياءً، واقع الحال في مقبرة الخالدية يشهد على ما أقول ومن أراد التأكد فليقف ليرى بعينه كيف وصل الأمر وكيف أن القبور أصبحت تتهاوى على الأموات ولا أحد يحرك ساكناً، مللنا من المراجعة والكتابة والاستجداء وكل دائرة تلقي باللائمة والمسؤولية على الدائرة الأخرى والضحية أموات لا حول لهم ولا قوة خذلهم إخوانهم وأبناؤهم وتركوهم في قبورهم غرقى بالمياه. إهانة وعقوق وتجاهل وهم لا يعلمون أنهم اليوم أو غداً سوف يكونون في جوارهم وسوف يحصل لهم ما حصل لأسلافهم. بلدية المحافظة تبذل ما في وسعها وتنزح مياه الطفح والصرف ولكن الشق أوسع من الراقع لأن تسربات المياه من الشبكات القديمة والجديدة فاق كل التصورات وفرع المياه لم يقم بما يجب القيام به في مثل هذه الحالة واكتفى بإعطاء معلومات لمدير عام المياه بمنطقة الرياض بأن سبب الطفح هو غسيل البيوت ومياه الصرف. عجباً لهذا الفرع هذا كل ما لديه، ومن أراد التأكد فليقم بجولة على بعض شوارع المحافظة ليرى المستنقعات والنوافير والمياه العذبة المهدرة بسبب عدم المبالاة. الدولة أدام الله عزها لم تبخل في الاعتمادات المالية وصرفها على الوجه الصحيح مطلب آلاف المواطنين في محافظة الزلفي.