لن تعرف معنى عنوان المقال حتى تمر بنفس التجربة التي مر بها كاتب هذا المقال. حين انطلقت ذات صباح إلى مدرسة ابنتي للاستئذان لها، للحاق بموعد طبي. توقفت أمام المدرسة نظرت إلى غرفة الحارس المغلقة، وظننت الأمر طبيعيا، حتى لو غاب الحارس لظرف طارئ فلن تصبح المدرسة جدرانا موصدة الأبواب. أخرجت جوالي واتصلت على جوال المدرسة التي لا يتوفر فيها هاتف ثابت حسب كلام قائدة المدرسة! لكن لا أحد يرد على اتصالاتي المتكررة طيلة خمس وأربعين دقيقة. طرقت أبواب المدرسة الموصدة بإحكام، دون جدوى، تململت ثم عدت إلى عملي بعدما تيقنت أن الموعد الطبي قد أزف على الرحيل. لحظتها شعرت بشعور كل من اشتكى يوما من هذه الأبواب المغلقة، وشعرت أيضا بشعور كل من نادى بضرورة تطوير وظيفة حراس المدارس. قد تكون تجربتي حالة طارئة تمر بها المدرسة لأي سبب كان، لكنني لا أذكرها هنا لسبب شخصي، إنما بهدف التفكير في مدى خطورة إغلاق مدارس البنات بهذه الصورة غير المبررة. لماذا تغلق الأبواب بالضبة والمفتاح، ويتحكم بها فرد واحد، أليست المدرسة مؤسسة تعليمية حيوية الحركة من حيث الزائرين، أليس من المنطقي أن تتم إعادة النظر بهذا النمط من المباني، وكذلك الفكر الإداري الذي لا ينظر إلى هذه الجوانب!! في الجانب الآخر نجد مدارس البنين مشرعة الأبواب، وبإمكان الزائرين الدخول إليها بكل سهولة. مما يعني أنه يمكن كذلك أن تكون مدارس البنات مشرعة الأبواب، يقف عليها حارس أمن مدرب. ويمكن استحداث وظيفة استقبال، يهيأ لها مكتب يتولى التنسيق بين الزائرين والهيئة الإدارية بالمدرسة، فيما يتفرغ حارس الأمن لمهمته الأساسية. كما يجب أن يبنى عدد الحراس على حجم كثافة المدرسة، فمن غير المنطقي أن يكون عدد الطالبات 400 طالبة مقابل حارس وحيد في غرفة بائسة.