أطلوا بعظامهم وجماجمهم بعد أن اقتلعت الرياح حصونهم تحت الأرض .. إنهم أصحاب مدينة "عثر" أو عاصمة المخلاف السليماني، التي أكد رئيس قسم السياحة والآثار بجامعة جازان الدكتور علي عواجي، أنها تنعم بالأمان بفضل سور مكتمل يحفظها من أيدي العابثين، فيما ظل سكانها من الأموات في المقبرة المجاورة، يعانون من الإهمال والعبث الذي أخرجهم من جوف الأرض، لتتناثر بقاياهم وتصبح مشاعا للحيوانات الضالة والمواشي. سكان مركز قوز الجعافرة التابع لمحافظة صبيا، طالبوا المسؤولين بأمانة منطقة جازان وبلدية المحافظة والهيئة العامة للسياحة والآثار، بتسوير مقبرتهم الأثرية، فيما أوضح مدير العلاقات العامة ببلدية المحافظة ناجي الحازمي أنه تم اعتماد بلدية للمركز، مشيرا إلى أن الموقع الذي يشتكي منه الأهالي يدخل ضمن نطاق البلدية الجديد حيث سيكون هناك سور للمقبرة ضمن أولويات المشاريع المدرجة مراعاة لحرمة الموتى. وقال رئيس مركز قوز الجعافرة عبدالله البراق، إن المقبرة تم تسويرها بسور تقليدي من قبل وزارة المعارف سابقا وكان عبارة عن شبك خارجي، مشيرا إلى أن الغبار والرياح الشديدة اقتلعاه مما أدى إلى ظهور عظام الموتى وتناثرها. يذكر أن مدينة عثر هي مدينة قديمة قبل عصر الإسلام، وأصبحت عاصمة للمخلاف السليماني بعد أن وحد المخلاف من قبل سليمان بن طرف الحكمي.