توعد الرئيس المصري حسني مبارك بالتصدي لدعاة الفتنة والإرهابيين وملاحقتهم في الداخل والخارج، فيما اتهم وزير الداخلية حبيب العادلي تنظيم جماعة جيش الإسلام الفلسطيني التابع لتنظيم القاعدة بالوقوف وراء تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية الذي أودى بحياة 24 قتيلا ليلة رأس السنة الميلادية. في المقابل، نفى تنظيم جيش الإسلام أمس مسؤوليته عن الهجوم. وقال المتحدث باسمه في غزة "جيش الإسلام لا علاقة له بالهجوم على الكنيسة في مصر، بالرغم من مباركتنا للأيادي التي قامت بها. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان مساء أمس أن أجهزة الأمن ألقت القبض على مصري يدعى أحمد لطفي إبراهيم محمد مرتبط بجماعة جيش الإسلام الفلسطينية واعترف بأن الأخيرة خططت ونفذت الاعتداء على كنيسة القديسين. ونقل البيان عن مصدر أمني مسؤول أن "تنظيم جيش الإسلام في غزة قام بتخطيط وتنفيذ" الاعتداء على كنيسة الإسكندرية "وفي سبيل ذلك استعان بالمواطن أحمد لطفي وهو من مواليد الإسكندرية عام 1984 وحاصل على ليسانس آداب قسم مكتبات". وأضاف أنه "تم ضبط أحمد لطفي واعترف كتابة" أن تنظيم جيش الإسلام "أبلغه في ديسمبر الماضي أنه تم بالفعل الدفع بعناصر لتنفيذ العملية ثم تلقى بعد ذلك تهنئة بتنفيذ العملية". وأكدت الوزارة أن "أجهزة الأمن تواصل جهودها لاستكمال" كل الأبعاد. وأوضح البيان أن أحمد لطفي "اعترف كتابة أنه سبق له التردد على قطاع غزة عام 2008 متسللا في إطار قناعته بأفكار القاعدة وفرضية الجهاد من خلال قراءاته على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت". وتابع البيان أنه "خلال تواجده في غزة تواصل مع عناصر جيش الإسلام وأقنعوه باستهداف دور عبادة المسيحيين واليهود وأن ذلك يعد جهادا، وعقب عودته للبلاد استمر تواصله الإلكتروني عبر الإنترنت مع عناصر التنظيم حيث تم تكليفه عام 2010 برصد دور العبادة المسيحية واليهودية تمهيدا لتنفيذ عمليات إرهابية ضدها". وقال البيان إنه "خلال أكتوبر الماضي قام أحمد لطفي بإبلاغ التنظيم من خلال شبكة الإنترنت بإمكانية تنفيذ عملية ضد كنيسة القديسين أو كنيسة مكسيموس في الإسكندرية أيضا وكذلك المعبد اليهودي في قلب الإسكندرية وتم تكليفه بتدبير وحدة سكنية لإقامة عناصر تنفيذ العملية وسيارة لاستخدامها في التفجير إلا أنه اقترح استخدام الأسلوب الانتحاري ثم غادر البلاد لإجراء جراحة في أذنه". وأضاف البيان أنه "اعترف بإبلاغه في ديسمبر أنه تم بالفعل الدفع بعناصر لتنفيذ العملية وتلقى تهنئة بتنفيذها". وكان الرئيس مبارك قال في كلمته بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة أمس إنه لن يتسامح مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب المصري والوقيعة بين الأقباط والمسلمين. وأضاف أن "زمن الحماية الأجنبية والوصاية قد ذهب إلى غير رجعة، وإننا لا نقبل ضغوطا أو تدخلا في الشأن المصري من أحد أيا كان". وأكد أنه لن يتهاون مع أية تصرفات ذات أبعاد طائفية من الجانبين على السواء، وسيتصدى لمرتكبيها بقوة القانون وحسمه". وبدوره أوضح العادلي في كلمته أمام مبارك "أن تنظيم جماعة جيش الإسلام الفلسطيني اختفوا وراء عناصر تم تجنيدها، وتأكد تورطهم الدنيء في التخطيط والتنفيذ لهذا العمل الخسيس". وقال للمتورطين في العملية الإرهابية "إن لم يكن إجهاض محاولاتكم السابقة رادعة لكم فلن يفلت مجرم من العقاب".