أكد النائب في البرلمان اللبناني فؤاد مخزومي، أن المملكة العربية السعودية حاولت قبيل انتخاب الرئيس ميشال عون عام 2016، إعادة إحياء فريق «14 آذار»، لكن عندما قرر الرئيس سعد الحريري السير بالتسوية التي أتت بعون رئيسا للجمهورية وملأت الفراغ الرئاسي، بات من الصعب إعادة إحياء هذا الفريق. وأشار مخزومي في مقابلة خاصة مع «الوطن»، إلى أن الجو الذي كان سائدا قبل إنجاز التسوية الرئاسية يوحي بأنه كان بالإمكان تحييد عون بعد انتخابه عن التفاهم الذي أجراه مع حزب الله عام 2006، معربا عن اعتقاده بأن الحريري وحلفاءه فشلوا في تحقيق ذلك، خاصة في ظل تغير المعطيات الإقليمية، مشيرا إلى أن عون لا ينقض عهوده ولا يغيّر ارتباطاته، خصوصا مع حزب الله الذي دعمه حتى أوصله إلى الرئاسة، مستغربا ممّن يراهنون على فك عون هذا الارتباط، وواصفا إياهم بالمخطئين. تجنيس رجال الأسد تحايل على القانون الدولي أكد مخزومي وجود انفصام في التعاطي مع ملف النازحين السوريين، حيث لدى سورية ولبنان تبادل سفراء وعلاقات دبلوماسية لا يتعاملان على أساسها، داعيا إلى تنظيم العلاقة بشكل واضح يعكس موقف لبنان الرسمي كدولة وليس كأشخاص حيال هذا الملف. ولفت إلى أن لبنان يعطي جنسيات لبنانية ل364 شخصية معظمهم من السوريين لكي يصبح استثمار هؤلاء في البلد على أنهم لبنانيون وليسوا سوريين. وتابع مخزومي ساخرا «يذهب وزراؤنا ونوابنا إلى سورية لعقد اتفاقيات، لكننا نرفض التعاطي الرسمي معها»، لافتا إلى أن إعطاء الجنسيات لرجال الأعمال السوريين المقربين من نظام بشار الأسد، هو تحايل على القوانين الدولية، ولا يريد لبنان دفع ثمن ذلك». تحركات حزب الله المنفردة بعيدة عن مؤسسات الدولة أكد مخزومي أن لبنان يجب أن يكون شريكا في إعادة إعمار سورية، مشددا على رفضه بحث ملف العلاقة مع سورية أو الإستراتيجية الدفاعية خارج مجلس النواب. وأردف قائلا «إن حزب الله هو الجهة الوحيدة التي تتحرك اليوم فيما يخص ملف النازحين السوريين، وتفتح قنوات حوار مع الحكومة السورية من أجل إعادتهم إلى بلدهم»، متمنيا على الرئيس الحريري أن يتخذ في البيان الوزاري موقفا واضحا من العلاقة مع سورية وملف النازحين. وشدد مخزومي على ضرورة أن يكون الحوار في هذا الملف مع الحكومة اللبنانية وليس مع «حزب الله»، بهدف إعادة مليون و600 ألف نازح سوري إلى بلدهم، لافتا إلى أن هذا الأمر يمكن أن يكون عبر التصويت في مجلس النواب لمنح رئيس الحكومة ومجلس الوزراء حق التفاوض العلني مع الدولة السورية. وأبان مخزومي أن الهدف الأساسي لرفض المنظمات الدولية عودة النازحين السوريين إلى بلدهم وعرقلة الأمر، كان بهدف إسقاط الأسد وإبقاء النازحين في أماكن تواجدهم كوسيلة ضغط أمام الرأي العام، قبل أن يختلف الوضع اليوم، ولم يعد هناك أي عرقلة لعودة النازحين. نازحو لبنان يحتاجون لخطة تراعي القوانين الدولية جدد مخزومي خلال حديثه، رفضه السياسة المتبعة من قبل الحكومة فيما يتعلق بفتح الحدود أمام النازحين منذ بدء الأزمة السورية، مؤكدا أن المطلوب كان ضبط الحدود وتنظيم دخول النازحين إلى لبنان، مشددا على ضرورة متابعة أوضاع المقيمين بطريقة غير شرعية في لبنان، خصوصا في ظل وجود 384 ألف سوري يعملون في مختلف القطاعات مقابل 384 ألف لبناني عاطل عن العمل، داعيا إلى وضع خطة من أجل عودة النازحين تراعي القوانين الدولية، عبر إنشاء مخيمات في المناطق السورية اللبنانية المشتركة. خارطة طريق لترتيب العلاقة مع السعودية أكد مخزومي أن المملكة تتعاطى مع الملفات اللبنانية بنيات صادقة ومحبة. ورأى أن من الضروري وضع خريطة طريق لترتيب العلاقة بين لبنان والسعودية بقوله «نطمح إلى تأسيس علاقات متينة مع المملكة»، مشددا على أن العلاقة مع السعودية يجب أن تكون أساسية ووطيدة بعيدا عن المصالح الشخصية. وأكد مخزومي أن التطورات التي تشهدها المملكة منذ تولي الأمير محمد بن سلمان منصب ولاية العهد، كانت مهمة وضرورية، بالتزامن مع التطورات التكنولوجية الهائلة في القرن ال21 ودخول العالم مجال الاقتصاد الرقمي. اختلال التوازن في البلد منذ اغتيال الحريري اعتبر مخزومي أن لبنان هو مرآة تعكس الوضع الإقليمي، مشيرا إلى أن حزب الله منذ تأسيسه عام 1985 وحتى عام 2005 لم يكن خارج اللعبة السياسية في الداخل اللبناني، فبعد حرب عام 2006 وأحداث 2008 في بيروت، اختلفت النظرة إلى حزب الله الذي لم يعد حزبا سياسيا لبنانيا فحسب، بل أصبح لاعبا إقليميا يخوض 4 حروب في المنطقة، مضيفا «رغم تصنيفه دوليا في قوائم الإرهاب، استطاع الحزب أن يكون متمكنا في الداخل اللبناني بسبب سوء إدارة السلطة، وهذا الأمر غير مقبول لدى شرائح واسعة من اللبنانيين». وأبان أنه عقب اغتيال رفيق الحريري، ضمّ فريق «14 آذار» 79 نائبا لم يستطيعوا تشكيل حكومة في عامي 2006 و2008، كما أن نتائج الانتخابات الأخيرة أظهرت أن لحزب الله حق الفيتو في تشكيل الحكومات. وبعد اغتيال الحريري وخروج السوري من لبنان حلّ حزب الله مكان هذا النظام، وأصبح هنالك عدم توازن في البلد. وخلص مخزومي حديثه بالتأكيد أن المنطقة أمام تسويات إقليمية مرتقبة، مشيرا إلى أن لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب الأخير، قد يؤثر على المنطقة، كما أن تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي الأميركي هو عبارة عن تنفيذ ما وعد به ترمب الذي يصب في خانة الضغط على إيران. من تصريحات المخزومي 01 السعودية حاولت إعادة إحياء فريق «14 آذار» قبل انتخاب عون 02 لدينا انفصام في التعاطي مع ملف النازحين والعلاقات مع الأسد 03 نحتاج خارطة طريق لترتيب العلاقة مع السعودية 04 حزب الله يتحرك منفردا ولا يراعي مؤسسات الدولة 05 المنطقة تنتظر تسويات مرتقبة تصب في مصلحة الضغط على إيران