فيما تجاوز سعر برميل النفط في مايو الجاري 80 دولارا للمرة الأولى منذ نهاية نوفمبر 2014 في سوق تشهد توترا بسبب التقلبات السياسية والاقتصادية، توقع محللون اقتصاديون ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية على غرار ما حدث في 2008 وملامسة البرميل ال147 دولارا، مرجعين ذلك إلى أن كثيرا من الدول المنتجة للنفط جنحت مؤخرا إلى الاستثمار بكثافة في مصافي تكرير منتجات النفط، بدلا من بيعه خاما، بما يضاعف مردوداتها، مما يجعل المخزونات لديها تنخفض بشكل جذري، وسيزيد الطلب على المعروض بمراحل، مما سيرفع الأسعار إلى أرقام قياسية. وذلك في وقت تعزز أرامكو السعودية الشراكات مع مصافي التكرير في أكبر الدول المستهلكة للنفط في العالم، بينها أميركا والصينواليابانوكوريا الجنوبية، وأخيرا الهند، حيث تنشط الشركات النفطية الكبيرة بالعالم في صناعة تكرير النفط لما فيها من ستة مزايا. 100 دولار للبرميل أشار تقرير نشره مؤخرا موقع Oil Price إلى توقعات بأن ترتفع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل في 2019، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تعزيز تقييم الاكتتاب في أسهم شركة أرامكو السعودية. وأفاد التقرير بأن أوبك ستحتفظ بتخفيضات الإنتاج حتى في الوقت الذي تبدو فيه مهمتها لتصريف فائض مخزونات النفط حول العالم «إنجازًا كبيرًا» إلى حد كبير. بل إن أوبك وشركاءها من خارج أوبك يفكرون حتى في تمديد آخر من شأنه أن يدفع التخفيضات إلى منتصف عام 2019. ولكن مع عودة المخزونات إلى المستويات المتوسطة، ومن المتوقع أن تنخفض في المستقبل المنظور، فإن حدود الإنتاج ستدفع السوق بالتأكيد إلى العجز. من المحتمل أن يؤدي التضييق المفرط إلى ارتفاع أسعار النفط. في الوقت المناسب للاكتتاب العام لشركة أرامكو. جدوى اقتصادية مزدوجة يصل متوسط معدل صادرات النفط الخام في المملكة مؤخرا لنحو 7.5 ملايين برميل يوميا، منها حوالي 5.1 ملايين برميل يوميا (نفط خام) إلى عدة دول وشركات، والبقية 2.4 مليون برميل (أيضاً نفط خام) إلى معامل نفط في الخارج، والتي تملك المملكة بها حصصا في معامل التكرير في (موتيفا في الولاياتالمتحدة، اس أويل في كوريا الجنوبية، شاوا شل في اليابان، فيوجان في الصين). وتصدر المملكة حوالي 7 ملايين برميل باليوم بالأسعار الحالية والتي تقدر بحوالي 79 دولارا للبرميل. ولكن لو تم تكرير جزء منها إلى مشتقات عالية الجودة تتفق مع المعايير البيئية في أوروبا وأمريكا وأسيا فيمكن أن يضيف حوالي 10 دولارات للبرميل. ويقول محللون إن شركات التكرير تربح نحو 11 دولارات عن تكرير كل برميل خام، فلو أن الطاقة الإجمالية لشركة ما مليون برميل باليوم وتم تشغيل مصفاتها لنحو 300 يوم بالعام فهذا يعني ربحية بنحو 3.3 مليارات دولار بالعام. وفيما تنشط الشركات النفطية الكبيرة بالعالم في صناعة تكرير النفط لما فيها من ربح وفائدة ونظراً لتكاملها مع قطاع إنتاج النفط، تعزز أرامكو الشراكات مع مصافي التكرير في أكبر الدول المستهلكة للنفط في العالم، بينها أميركا والصينواليابانوكوريا الجنوبية، والهند، وهذه الشراكات في مصافي التكرير في الدول الكبرى المستهلكة للنفط - وبحسب محللين اقتصاديين - لها جدوى اقتصادية ليست محصورة في العائد من هوامش الربح فقط بل حتى لضمان الحصة السوقية، فعلى سبيل المثال، المملكة أكبر مصدري النفط إلى كوريا الجنوبية بفضل امتلاكها الحصة الأكبر في مصفاة إس أويل الكورية. كما تسعى المملكة لتشجيع زيادة الطاقة الاستيعابية لمصافي التكرير للاستفادة من الهوامش الربحية. الهند تلجأ لأرامكو كشف تقرير حديث أن الهند التي تعتبر سوق النفط الأسرع نموا في العالم، لجأت إلى كل من شركة «أرامكو» السعودية، وشركة بترول أبوظبي الوطنية لدعم مصفاتها التي تبلغ تكلفتها 44 مليار دولار. وقال وزير النفط الهندي دارمندرا برادهان في مقابلة مع قناة Bloomberg إن «شركة أرامكو السعودية وقَّعت مذكرة تفاهم مع الهند للمشاركة في بناء مصفاة راتناجيري المقترحة بنسبة قد تصل إلى 50%، وإن شركة أدنوك التي تديرها حكومة أبوظبي ستحصل أيضا على حصة مع أرامكو»، آملا أن تكون أرامكو وأدنوك شريكتين في المصفاة.