سبق خبراء فلكيون وأرصاد في كشف تفاصيل عاصفة ماكونو قبل الجهة المعنية في إصدار التنبيهات المبكرة وهي «هيئة الأرصاد وحماية البيئة» بأكثر من 24 ساعة، وتوقع الخبراء وفق النموذج الأوروبي أن تصل عاصفة ماكونو إلى إعصار من الدرجة الثانية أو الثالثة، وعند ضرب الإعصار لليابسة سيتحول إلى عاصفة مدارية تتعمق إلى دواخل صحاري المهرة وحضرموت، وسيصنف الإعصار كمنخفض جوي ما بين يومي السبت والأحد مطلع الأسبوع المقبل، مؤكدين ل«الوطن» أن المنطقة مقبلة على حالة جوية مدارية نادرة الحدوث كما ترسمها النماذج الأرصادية خلال الفترة القادمة بتوغل الحالة المدارية إلى ظفار العمانية وحضرموت اليمنية باتجاه الربع الخالي والأراضي السعودية. العاصفة والإعصار قال عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك عبدالعزيز الشمري ل«الوطن» إن تحول العاصفة إلى إعصار سيتضح يوم الخميس أو الجمعة، ويوم السبت ستضرب العاصفة اليابسة بين عمان وحضرموت، ومن الأحد إلى الخميس سيكون تأثيرها على جنوب المملكة وجنوب شرق المملكة وخاصة الربع الخالي، مبينا أن درجة الحرارة المرتفعة في صحراء الربع الخالي سيكون لها تأثير كبير على العاصفة، لافتا إلى أن العاصفة لا يكمن أن تتحول إلى إعصار رملي، مؤكدا أن قوة العاصفة في البحر ستكون من الفئة 3 وعند وصولها إلى اليابسة ستتحول فورا إلى عاصفة قوية جدا تتبعها أمطار ورياح وتنخفض درجة سرعتها إلى 60-70 كلم بدلاً من 130-140 كلم باتجاه الشمال. وأضاف الشمري إن العاصفة ستكون بحيرات من المياه في صحراء الربع الخالي، موضحا أن أبزر التأثيرات المتوقعة هي أمطار وعواصف شديدة ورياح قوية وسحب قادمة من بحر العرب مباشرة. موسم الأعاصير أوضح الخبير الفلكي خالد الزعاق ل«الوطن» بأن هناك عاصفة استوائية تؤثر في الأمطار الغزيرة على أجزاء من سلطنة عمان وتؤثر بشكل غير مباشر على جنوب غرب السعودية كهبوب الرياح وبعض السحب المتفرقة، كما أن نهاية كل إعصار هي وصوله إلى اليابسة وربما لا يصل ويتحول الإعصار إلى أمطار غزيرة، لافتا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي بالغت في ردة فعلها تجاه العاصفة . الحالة المدارية أوضح المشرف العام لجمعية آفاق لعلوم الفضاء الدكتور أشرف السفياني ل«الوطن» أن عاصفة ماكونو تقترب خلال الساعات القادمة من السواحل اليمنية وتحديدا مدينة سقطرى، كما تشير صور الأقمار الصناعية وخرائط التحليل الجيوستروفيكية إلى احتمالية تعمق الحالة المدارية إلى درجة (عاصفة مدارية) وهو ما قد يسبب بعض الأضرار والفيضانات والأعاصير، كونها منطقة ضغط جوي منخفض في المنتصف مع رياح حلزونية محملة بالسحب في الأطراف تدور عكس عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي ومع عقارب الساعة نصف الكرة الجنوبي. قال السفياني إنه كما توقعت مراصد إقليمية ومحلية بأن يكون إعصار ماكونو أشد قوةً من إعصار «ساجار» الذي حول مساره في الساعات الأخيرة من الأسبوع الماضي باتجاه سواحل جيبوتي محدثا دمارا واسعا بالبنية التحتية في عددٍ من المدن الجيبوتية الواقعة على البحر، لكن المفاجأة قد تحدث بتلاشي الإعصار أو ضعفه وذلك في حال تم اندماج الجبهة الحارة الرطبة القادمة مع العاصفة المدارية مع الجبهة الجافة الباردة في المناطق الصحراوية بالربع الخالي وهو أمر وارد.