النظام هو الشعار السائد في دوحة قطر خلال استضافتها لنهائيات كأس أمم آسيا ال15، والدقة في التنفيذ تتسيد حركة الوفود والضيوف في البطولة، وبالذات تلك التي تتعلق بالإعلاميين التي خصصت لهم اللجنة المنظمة حافلات نقل تربطهم بالملاعب الرياضية انطلاقاً من المركز الإعلامي المجاور لأكاديمية "إسباير" والتي تتحرك بالدقيقة وتصل بنفس التوقيت المتفق عليه تقريباً بطريقة تشبه عمل اليابانيين مما أكسبها احترام الجميع. وينطبق النظام أيضاً على الحركة المرورية، فمنذ بدء البطولة لم تسجل أي حوادث مرورية تذكر نتيجة تطبيقه بصرامة والذي يفرض غرامات مالية مشددة، فقطع الإشارة المرورية يقتضي سداد مبلغ ستة آلاف ريال قطري، وفي حالة قطعها وارتكاب حادث مروري يجب دفع غرامة مالية تبلغ 50 ألف ريال قطري بجانب عقوبة التوقيف، وإذا لم يتم السماح بمرور من هو بداخل الدوار فإن الكاميرات المنصوبة في كل جهة من طرقات الدوحة سترصده وتقيد مخالفة على المركبة قيمتها خمسة آلاف ريال، وتشدد السلطات القطرية على دفع تلك المخالفات قبل مغادرة البلاد مهما كانت الظروف. أما عند الاستعانة بسيارات الأجرة التي تحمل اسم (كروة)، وتعني باللهجة الخليجية ثمن الخدمة، وهي الوسيلة التي يعتمد عليها الإعلاميون المشاركون في تغطية أحداث البطولة للتنقل بواسطتها لمتابعة الأحداث وملاحقة مجريات الدورة بين الفنادق المتعددة لإقامة بعثات المنتخبات الخليجية والعربية والآسيوية، وكذلك بين ملاعب المباريات والتدريبات، فإنها لا بد أن تقوم بتشغيل العداد إلزاماً مهما طالت المسافة أو قصرت، كما يشدد النظام على ضرورة ربط الحزام للراكب في المقعد الأمامي بجوار السائق الذي يوجه فوراً بضرورة الالتزام بهذا القانون لعدم التعرض إلى دفع قيمة 300 ريال قطري. كما أن رمي المخلفات وأعقاب السجائر وما شابهها في الطرقات العامة لها نصيب من الغرامات تبلغ خمسة آلاف ريال، ولذا تظهر الطرقات في منتهى النظافة ويسير قاطنوها في الشوارع وضيوفها بنظام تام. ويجيد سائقو (كروة) الذين يعملون لمدة ثماني ساعات متواصلة مع أخذ ساعة راحة، التحدث باللغة الإنجليزية، ويحمل أغلب ممتهني هذا العمل الجنسيات الآسيوية وندرة منهم أفارقة. كما يتواجد بالدوحة عدد من الأوروبيين من مختلف الجنسيات كالبريطانية والهولندية والفرنسية والألمانية الذين جاؤوا لمتابعة مباريات البطولة هرباً من برد أوروبا القارس هذه الأيام خصوصاً أن فريق بايرن ميونيخ يقيم معسكراً قصيراً حالياً في الدوحة. ويلاحظ على طرق وأحياء المدينة احتفاظها ببعض المسميات الدارجة لسكان الدوحة كمنطقة الدفنة التي قامت بها بنايات شاهقة (ناطحات سحاب) ويوجد فيها الديوان الأميري والمحيرجية، بخلاف وجود مسميات لمناطق ومدن ومحافظات سعودية كعسير وعنيزة والخرج والعزيزية، بالإضافة إلى تمسك القطريين بمفردة (الفريج) وتعني (الحي) التي تكتب على لوحات الطرق الإرشادية، ومن خلالها يشعر السعوديون المتواجدون على أرض الدوحة أنهم لم يغادروا بلدهم نتيجة هذا الطابع والارتباط الوجداني.