ليس بغريب على المملكة العربية السعودية الدور الريادي في استقرار الأمن الإقليمي والدولي، ومواصلة دورها السياسي المسؤول لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، ويتجسد ذلك بعدما نجحت دبلوماسيتها في قيادة دفة جهود التهدئة بين الهند وباكستان، مما أدى إلى إبعاد شبح حرب جديدة في شبه الجزيرة الهندية، وسبقتها استضافتها القمة الإثيوبية الإريترية اتفاق سلام تاريخي برعاية الأممالمتحدة. لذا نجد بصمات الدبلوماسية السعودية اليوم واضحة على خريطة السياسة الدولية في مختلف مناطق الصراع والتوتر الدولي كمحور رئيس لإطفاء فتيل الأزمات الإقليمية والدولية، وقدرتها على التعامل مع أشد القضايا السياسية الحساسة وأكثر صعوبة وتعقيدا وتأزما، ولتلك الإمكانات الدبلوماسية الفريدة من نوعها التي يفتقدها كثير من سياسات الدول حول العالم اليوم. وفي سياق ما تسير عليه دبلوماسية المملكة يعد أنموذجا عالميا لصناعة السلام لتعزيز الاستقرار الدولي وزيادة النماء والازدهار، ومعالجة أسباب التوتر في العلاقات الدولية بحل الأزمات المتفاقمة حلاً دائما وعادلا، يكرس التعايش السلمي بين الدول وينعكس على الشعوب بالأمن والاستقرار السلمي. فالمتابع لواقع السياسة الخارجية السعودية يؤكد تفوقها المستمر والمطرد في مختلف الأصعدة السياسية والعلاقات الدولية، خصوصا الملفات الساخنة والمعقدة كإحلال السلام في الشرق الأوسط عبر تبني استعادة الشعب الفلسطيني أرضه وفقا لاتفاقية السلام العربية، وبذلت جهودها للحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية، والحفاظ على الشرعية فيها، إلى جانب جهودها في تسوية الأزمة السورية التي أسهمت السياسة الخارجية السعودية ودبلوماسيتها المتميزة والمعهودة بالحكمة والهدوء في حلحلتها، وساعدت في التخفيف من التوترات السياسية والأمنية وتقريب وجهات النظر حولها. ودور المملكة الرائد في إدارة وتنسيق العمل الإغاثي على المستوى الإقليمي والدولي بما يضمن تقديم الدعم للفئات المتضررة، وتقديم العمل الإنساني، وحظي الدور بثقة وتقدير الأممالمتحدة ومنظماتها الإنسانية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني، التي باشرت لقيادة عملياتها الإغاثية عبر العالم في حالات الكوارث والمحن والنزاعات والعنف والحروب للحد من وطأة المعاناة البشرية وصون الكرامة الإنسانية. ختاما الدبلوماسية السعودية تركت بصماتها الإيجابية في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وقدمت دورا مهما في دعم جهود إحلال السلام في الدول المجاورة ومكافحة الإرهاب في الداخل والخارج.