بندر السنيدي الطب مهنة الإنسانية كما يعرف الصغير والكبير، فهي مهنة كل إنسان عوضا عن مهنة المتخصصين. الطبيب الذي تعلم طوال سنوات قد تتجاوز الست، كل حسب تخصصه، يسعى جاهدا لكي يخفف آلام المريض بشتى الطرق، من خلال ما تعلمه أثناء دراسته، فيبذل ما في وسعه من أجل الوقوف مع المريض وتخفيف آلامه، مهما كان نوعها خصوصا الجانب النفسي. الجانب النفسي للمريض عامل مهم كما نعلم، حيث يلعب دورا جدا يتمثل بنسبة عالية من الشفاء. يأتي المريض للمستشفى باحثا عن العلاج على يدي الطبيب وتكون الجوانب النفسية لديه في الحضيض، حيث يأتي دور الطبيب في انتزاعه من تلك الحالة بطرق بدأت أشك في أنها اندثرت، بل لا يتعلمها الدكتور في جامعاتنا إذا كان تعليمه داخل المملكة العربية السعودية. هنا أتذكر أختي عندما رزقت بطفلة قبل ما يقارب ست عشرة سنة، عندما اجتمع عليها أربعة من الأطباء وبدون مقدمات (رزقك الله طفلة متلازمة داون) ليقع عليها الخبر كالصاعقة وتنهار بالبكاء. أذكر أنني غضبت على ذلك الطاقم الطبي. اليوم وتحديدا قبل عدة أيام صادفت صديقا، ليحكي لي معاناته مدة عشرة أيام، انخفض وزنة ما يقارب عشرة كيلو بسبب قلة الأكل هل تعلمون لماذا؟ يقول والكلام لزميلي، «الدكتور بدون مقدمات قال لي المرض الذي تعانيه بنسبة كبيرة قد يكون السرطان وقبل ظهور النتائج التي استغرقت عشرة أيام لتظهر»، وبعد ظهورها تبين أن المرض الذي يعانيه إنما هو ورم ليمفاوي حميد. من هذا المنطلق يراودني تساؤل، هل الإنسانية اندثرت من قواميس الأطباء، وهل مراعاة الجانب النفسي لم تعد موجودة لتخفيف الضغط على المريض. هل بسبب كثرة المرضى الذين يزورون المريض أصبح الطبيب ميت إحساس. من هنا أجدد الدعوة للأطباء بمراعاة المرضى، خاصة الجانب النفسي لهم فهم جاؤوا بحثا عن علاج.