فيما احتضنت روسيا محادثات سلام بين حركة طالبان الأفغانية والرئيس السابق كارزاي، دون دعوة الرئيس الحالي أشرف غني، أول من أمس، احدثت الخطوة تفاؤلا عالميا حذرا حول إمكانية تطبيق السلام في هذا البلد الذي قطعه الإرهاب لعقود. وكانت طالبان قد طالبت بوضع دستور «إسلامي» أمام عدد من أكثر القادة الأفغان نفوذا، وذلك بعد أسبوع من إجرائها محادثات غير مسبوقة استمرت 6 أيام مع مفاوضين أميركيين مؤخرا بشأن إنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما. ويرى المراقبون أن تهميش سلطة الرئيس الحالي غني، قد يكون له تداعيات سياسية وأهداف بعيدة، خاصة أن الانتخابات من المقرر عقدها في يوليو المقبل، ويعتبر كارزاي أحد أبرز المنافسين لغني، رغم أن الأهداف الغربية للمفاوضات مع طالبان منذ فترة طويلة، كان لإقناع الحركة في الدخول بمفاوضات جادة مع الحكومة في كابول. استمالة الحركة بحسب تقارير، فإن طهرانوموسكو تسعيان لاستمالة طالبان التي حددت منذ الآن رؤيتها للحكم فور مغادرة القوات الأجنبية الأراضي الأفغانية. وكان الرئيس غني، قد تعهد بأنه لن يقف متفرجا، بينما تجري مناقشة مستقبل بلاده في الخارج دون دعوته. وقال في خطاب الأحد الماضي تزامن مع التسريبات المتعلقة بمؤتمر موسكو «لن أستسلم لاتفاق سلام مؤقت حتى آخر قطرة في دمي». مطالب المفاوضات تحدد المفاوضات الجارية بين طالبان والولايات المتحدة، أن تسحب الأخيرة قواتها من البلاد، مقابل تعهد من قبل حركة طالبان بالامتناع عن توفير ملاذ آمن لإرهابيين أجانب، كما فعلوا سابقا مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. كما يتوجب على طالبان الموافقة على وقف لإطلاق النار، والبدء في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية. وتعد هذه المفاوضات فرصة مهمة لواشنطن لتقليل تكاليف خسائرها المادية والعسكرية في البلاد من جهة، تأكيدا لرغبة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في سحب قوات بلاده من سورية وأفغانستان وتلميحه بوجود ميزانيات طائلة مصاحبة لهذه القوات. ويحذر خبراء من أن انسحاب أميركا دون اتفاق سلام سيجلب الفوضى، حتى وإن استمرت حكومة كابول، في وقت يمكن أن يشغل كل من الصين، والهند، وإيران، وباكستان، وروسيا الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأميركي.