أجرى الرئيس الأفغاني حميد كارزاي محادثات في العاصمة القطرية تركزت حول سبل «احلال السلام» في بلاده، مع اقتراب موعد انسحاب قوات التحالف من الأراضي الأفغانية، وتزايد أهمية التواصل مع «طالبان» لضمان أمن القوات المنسحبة بعد 12 عاما من المواجهات المريرة التي لم تؤد الى القضاء على مقاومة حركة «طالبان». وأعلن ذبيح الله مجاهد الناطق الرسمي باسم «طالبان» أنها غير معنية بمحادثات كارزاي في الدوحة، مشيراً الى ان تلك المحادثات لن تحقق للرئيس الافغاني تطلعاته في «التدخل في الاتصالات التي تجريها الحركة عبر مكتبها التمثيلي» في العاصمة القطرية. ورأى الناطق باسم الحركة ان فتح مكتبها في الدوحة «مسألة لا تهم سوى طالبان والحكومة القطرية». وقال ان ممثلي الحركة الموجودين في قطر «لن يلتقوا» كارزاي و «لن يتحدثوا اليه». وأكد مجاهد ان «طالبان» تلقت تطمينات من قطر بأن كابول لن تتدخل في عمل المكتب التمثيلي للحركة في الدوحة، وذلك بعدما انتقد الرئيس الأفغاني «اتصالات تجريها طالبان مع واشطن للتأثير على عملية السلام في أفغانستان». وأدى افتتاح المكتب الى توتر بين كارزاي وواشنطن، سعى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى تذليله بزيارة لكابول نفى خلالها «اقصاء» الحكومة الافغانية عن الاتصالات مع «طالبان» عبر مكتبها في الدوحة. وأستبق الرئيس الافغاني زيارته الدوحة بإصدار مرسوم يمنع فيه القوات الأفغانية من الاستعانة بسلاح الجو «الاطلسي» لمواجهة أي عملية ل «طالبان»، وذلك بهدف «تفادي سقوط قتلى مدنيين جراء الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الأميركية»، لكن مراقبين رأوا في ذلك رسالة من كارزاي مفادها انه لا يستقوي بالغرب في مواجهة أي طرف افغاني. وأعلن في الدوحة امس، ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أجرى محادثات مع الرئيس الأفغاني خلال زيارته التي استغرقت بضع ساعات. وتناولت المحادثات سبل «حل النزاع الافغاني - الافغاني عبر الحوار والمفاوضات، الامر الذي يحظى بدعم أميركي وغربي وافغاني». وأكدت مصادر في الدوحة ل «الحياة» أن «قضية الحوار بين طالبان وحكومة كارزاي تصدرت المحادثات»، علماً ان فتح مكتب للحركة في الدوحة حظي بدعم أميركي، على أمل التوصل الى محادثات سلام بين كابول و «طالبان». وكان وزير الخارجية الاميركي نوه ب «سماح قطر لممثلين للحركة بإجراء محادثات في الدوحة من أجل السلام». وأعرب عن امله في أن «تعزز الخطوة السلام»، مشدداً على ان «مصالحة يقودها الافغان، هي أفضل طريقة لانهاء العنف».