فيما أكد موقع مجلة «شبيجل» الألمانية امتلاكه أدلة عن وقوع اشتباكات دموية بالنيران الثقيلة بين قوات إيرانوروسيا في سورية، على خلفية تقسيم مناطق النفوذ، قالت مصادر مطلعة إن الخلافات تصاعدت بين طهرانوموسكو، بعد صمت الأخيرة عن الغارات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية في سورية، والتي قتلت قيادات عسكرية مهمة، في وقت تسلم فيه النظام السوري منظومة صواريخ إس 300، إلا أنه لم يتم استخدامه في ردع الطيران الإسرائيلي على مواقع فيلق القدسالإيراني. وكانت موقع المجلة الألمانية قد تطرق في تقرير له، نشر أول من أمس، إلى وقوع اشتباكات بين القوات الروسية والميليشيات الإيرانية خلال الشهر الجاري، لافتة إلى أن المواجهات بين الجانبين زادت في الفترة الأخيرة. يذكر أن روسياوإيران، دعمتا نظام نظام بشار الأسد منذ اشتعال الصراع بسورية، قبل أن تطفو الخلافات على السطح، لاسيما مع رفض موسكو لأجندة طهران الطائفية في سورية، إضافة إلى التطورات الدولية الأخيرة التي قد تقضي بعزل إيران. بدء الانسحاب الأميركي أوضحت المصادر، أن هناك قلقا إيرانيا من روسيا منذ تدخلها العسكري في سورية عام 2015، خاصة بعد أن حدت القوات الروسية من دور ميليشيات إيران في سورية، كما باتت لموسكو الكلمة الفصل في الأزمة السورية، وجعلها تتحكم بالمفاوضات الدائرة لإيجاد الحلول السياسية، لافتة إلى تزايد الخلافات بين الجانبين بعد الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية مؤخرا، والذي تزامن مع الإعلان عن بدء انسحاب القوات الأميركية من سورية. وذكرت المصادر أن إيران فهمت الرسالة واتضحت الصورة بالنسبة لها، إذ أن الانسحاب الأميركي من سورية، لم يقرر من دون التنسيق مع موسكو على حل في سورية يقضي بإخراج الميليشيات الإيرانية منها. ضبط الصراع قال المحلل السياسي أحمد كامل ل»الوطن»، إن الطرفين الروسي والإيراني يتصارعان في سورية، لكن لديهما ملفات أخرى تجعل هذا الصراع مضبوطا تحت سقف محدد، وبالتالي يمكن لهذين الطرفين التنازل في سورية، أي يتنازل كل طرف للآخر في بعض الأمور، مبينا أن الصدامات بينهما ستؤدي في لحظة ما، إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد. وأوضح كامل أن روسيا تعتقد أنها هي من أبقت النظام على قيد الحياة، وأنها فقط في النصف الفقير والمدمر من سورية، بينما ترى إيران أنها استثمرت في النظام على مدار عشرات السنين، ودفعت له أكثر من 40 مليار دولار، إضافة إلى مقتل مقاتلين وقادة لها، وقدمت المال والسلاح ودفعت ثمنا كبيرا لوجودها في سورية، في وقت لم تدفع فيه روسيا شيئا، حيث تستخدم قوة الطيران وتقصف من الجو، ولا توجد لها خسائر كثيرة في المعدات والأرواح. خسائر كبيرة وأضاف كامل أن إيران تشعر بأنها مغبونة، حيث استثمرت في نظام الأسد على مدى 40 عاما، فيما جاء الروس وقطف هذا النظام، خاصة أن موسكو تبعث برسائل دائمة لطهران، بأنه لولا القوات الروسية لسقط نظام الأسد، وهو ما يتسبب في غضب إيران ويزيد العلاقات توترا كون شعور الإيرانيين بأنهم الطرف الأضعف في المعادلة السورية، خاصة إذا وضع النظام الإيراني أمام خيار «إما روسيا وإما إيران»، إذ سيمثل ذلك أسوأ لحظة يعيشها النظام السوري منذ وجد حتى الآن. وقال كامل: «إذا تم اختيار إيران فإن روسيا تستطيع قتل بشار الأسد بعد ساعات، وإذا تم اختيار روسيا فلدى الإيرانيين أساليبهم في إزعاج النظام وزعزعته، إنها لحظة صعبة للنظام في اتخاذ خيارات هو في الحالتين سيكون خاسرا». الغارات الإسرائيلية قالت تقارير إن قلق إيران يتضاعف بعد تزايد الغارات الإسرائيلية، موضحة أن إسرائيل نفذت بالفعل أكثر من 200 عملية في سورية لتوضيح أنها لن تتسامح مع الإيرانيين، الذين يخلقون في سورية ما خلقوه في لبنان. وأشارت التقارير إلى أنه مع بدء الانسحاب الأميركي من سورية ترى إسرائيل أنها مسؤولة عن تحقيق أمنها بمفردها، ومن ثم فإن الرسائل الإسرائيلية لن تتوقف وستواصل ضرب مستودعات أسلحة لإيران ومواقع استخباراتية، وقواعد تدريب داخل سورية. وحسب التقارير، فإن الصراع الروسي الإيراني في سورية، يشكل في مضمونه صراعا خفيا بين موسكو وواشنطن، لافتة إلى أن الأحداث السورية تشكل مرحلة جديدة من مراحل الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة. أسباب تصاعد الخلافات صمت روسيا عن غارات إسرائيل على مواقع إيرانية خسارة إيران نحو 40 مليار دولار منذ دعمها لنظام الأسد ترى إيران أن تدخل روسيا في سورية حد من نفوذها
تحكم روسيا بالمفاوضات الدائرة لإيجاد الحلول السياسية شعور الإيرانيين بأنهم الطرف الأضعف في المعادلة السورية