كشف استشاري الطب والعلاج النفسي الدكتور وجدي مختار ل«الوطن» عن 9 معايير تشخيصية للاضطراب الناجم عن ألعاب الفيديو والإنترنت، منها تركيز الشخص جل تفكيره على اللعب، وظهور أعراض انسحابية على الشخص عندما لا يمكنه اللعب كالقلق والحزن والعصبية، وفقدان الاهتمام بالهوايات والاهتمامات السابقة بسبب الانشغال باللعب، مؤكدا أن هذا النوع يعتبر أحد اضطرابات الإدمان. التكنولوجيا الرقمية أوضح مختار، على الرغم من ارتباط مسمى هذا الاضطراب بألعاب الفيديو والإنترنت، إلا أنه يشمل كل ما يتم استهلاكه بشكل زائد ومبالغ فيه من التكنولوجيا الرقمية، سواء كان ذلك عن طريق اللعب أو الشراء أونلاين، أو التصفح، أو استخدام برامج التواصل الاجتماعي المختلفة، أو حتى مشاهدة الإباحية على الإنترنت. وأضاف «وسائل الاستهلاك قد تكون عن طريق الهواتف الذكية أو الكمبيوترات أو أجهزة الألعاب كالبلايستيشن والنينتندو وغيرها من الوسائل». معدلات الانتشار حول معدلات انتشار الاضطراب الناجم عن ألعاب الإنترنت في السعودية، أشار مختار إلى دراسة أجريت على عينة من طلبة جامعة الملك سعود بالرياض، تبين أن ما نسبته 27 % من الطلبة يقضون أكثر من 8 ساعات يوميا على الهواتف الذكية، جل استخدامهم تمركز على برامج التواصل الاجتماعي، وأدى بهم الاستهلاك المفرط إلى تدهور تحصيلهم الأكاديمي، واضطراب عادات نومهم، مع إصابتهم بالخمول والكسل، واكتسابهم أسلوب حياة غير صحي، مثل الاعتماد على الوجبات السريعة، وإهمال الجانب الرياضي، وارتفاع الوزن. وشدد الدكتور، على ضرورة التمييز بين من يستخدم الإنترنت للتسلية والترفيه فقط وبين من يستخدمه لمتطلبات العمل أو البحث والدراسة، مبينا أن جميع الفئات العمرية معرضة للإصابة بهذا الاضطراب، لكن الغالبية ممن يقعون فيه هم من فئة المراهقين والشباب. معايير تشخيصية أبان مختار «أن هناك 9 معايير تشخيصية وضعت تحت الدراسة في النسخة الأخيرة للدليل التشخيصي والإحصائي الأميركي للأمراض النفسية (5-D5M) فلتشخيص الاضطراب، يجب أن تتوفر 5 معايير منها على الأقل في خلال ال12 شهرا الأخيرة، ومنها أن يصبح جل تركيز الشخص منصبا على الاستهلاك الرقمي، والشعور بأعراض انسحابية في حال عدم توفر أو إمكانية الاستهلاك الرقمي كالقلق والحزن أو العصبية، والتي سرعان ما تزول إذا عاد الشخص إلى استهلاكه الرقمي.
سبل وقائية
ذكر مختار، أن سبل الوقاية من الوقوع في هذا الاضطراب تتمحور حول تعلم الشخص كيف يتحكم بوقته وباستهلاكه الرقمي، مثل أن يضع الشخص لنفسه برنامجا مفيدا لكيفية قضاء وقت الفراغ في أمور مفيدة بعيدا عن العالم الرقمي، كممارسة الرياضة، أو زيارة الأهل والأصدقاء، وممارسات وتنمية الهوايات الأخرى. ومن المفيد أيضا تحديد أوقات معينة في اليوم، يتم فيها إطفاء الاتصال بالإنترنت على الهاتف الذكي، مثل أوقات الطعام والعمل أو المذاكرة أو النوم، ولا يمنع أيضا أن يعطي الشخص نفسه يوما في الأسبوع كإجازة من استخدام الإنترنت. كما يجب على الوالدين مراقبة استخدام أطفالهم للإنترنت والأجهزة الذكية، يشمل ذلك تحديد ساعات وأوقات معينة لهم بما لا يتعارض وواجباتهم الدراسية والمنزلية.
9 معايير تشخيصية 1 أن يصبح جل تركيز الشخص منصبا على الاستهلاك الرقمي 2 الشعور بأعراض انسحابية في حال عدم توفر أو إمكانية الاستهلاك الرقمي كالقلق والحزن. 3 زيادة حاجة الشخص تدريجيا للاستهلاك الرقمي مع مرور الأيام. 4 صعوبة في التحكم في معدل استهلاكه أو محاولة تقليله. 5 فقدان المصاب أية اهتمامات أو هوايات أخرى غير الاستهلاك الرقمي. 6 مواصلة الانشغال باللعب رغم إدراك التبعات السيكولوجية والاجتماعية والأسرية. 7 محاولة خداع الأسرة والأصدقاء والمعالجين فيما يتعلق بمدى تأثير هذه الألعاب. 8 ظهور أضرار وتبعات اجتماعية جسيمة ناجمة عن اللعب المفرط. 9 اللجوء إلى اللعب لتحسين المزاجية عندما تسوء.