حذر خبراء ألمان من أن استخدام الهواتف الجوالة وألعاب الكمبيوتر ومشاهدة التلفزيون يؤدي إلى اضطراب معدل نوم المراهقين. وقالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين إنها استندت في ذلك إلى نتائج دراسة كندية شملت أكثر من 4 آلاف مراهق، توصلت إلى أن المراهقين ينامون نحو 7 ساعات في المتوسط، علماً بأن متوسط معدلات نوم المراهق البالغ 15 عاماً ينبغي أن يبلغ 9 ساعات. وأرجعت الطبيبة الكندية ذلك إلى أن الكثير من المراهقين في وقتنا الحالي يصطحبون هواتفهم الجوالة معهم عندما يذهبون إلى الفراش ويردون على الرسائل القصيرة خلال فترات الليل. وخلصت الدراسة إلى أن اضطراب معدل النوم لدى المراهقين يتسبب في مواجهتهم لاضطرابات سلوكية وصعوبات في التعلم ومشاكل دراسية، إلى جانب الإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسب الدهون بالدم وربما أيضاً زيادة الوزن. وشددت الرابطة الألمانية على أهمية أن يتمتع المراهق بإيقاع حياة منتظم، لاسيما فيما يتعلق بأوقات الخلود إلى النوم؛ حيث يساعد ذلك في التمتع بنوم صحي وهانئ، وكذلك في تطور المراهق بشكل سليم. ولتحقيق ذلك، ينبغي أن يخيم الهدوء على المنزل بعد تناول العشاء، بحيث يتم التوقف عن مشاهدة التفلزيون أو استخدام الهواتف الذكية أو ألعاب الكمبيوتر بعد هذه الفترة. كما يجب عدم اصطحاب الهواتف الذكية أو غيرها من الأجهزة إلى غرفة النوم، على أن يتم توفير بيئة هادئة خالية من الضوضاء والأضواء المتوهجة داخل غرفة النوم. وفي دراسة مستقلة، حذر الأطباء من ظهور مشكلة جديدة تسمى "الخرف الرقمي"، حيث أن اعتماد المراهقين على أجهزتهم الذكية جعلهم غير قادرين على تذكر حتى أبسط المعلومات، مثل أرقام الهواتف، الأمر الذي يؤثر على الذاكرة، بالإضافة إلى تراجع القدرات المعرفية بشكل كبير لتصل إلى مستوى المرض النفسي. وقال خبراء وعلماء صينيون إن مرض "الخرف الرقمي" يهاجم شعوب العالم كلها، حيث أظهرت الدراسة أن أكثر من 60 بالمائة من الشباب تراجعت ذاكرتهم، وأصبحوا ينسون الأشياء ويخلطون بينها، بسبب إدمانهم على اللعب بهذه الهواتف وأصبحوا يصفون ب"القوم مطأطئي الرأس". وذكرت الدراسة أنه في الوقت الحالي أصبح "الخرف الرقمي" أحد المصطلحات الساخنة على شبكة الإنترنت، كما أعاد مستخدمو الإنترنت التفكير في استعمالهم المفرط للهواتف الذكية، موضحة أن ما يسمى ب"الخرف الرقمي" هو تراجع قدرات الانتباه الناجمة عن الاستعمال المفرط للهواتف المحمولة، مثل نسيان بعض أرقام الهواتف وأسماء بعض الأصدقاء والأقارب. يشار إلى أن هذا المصطلح ظهر أول مرة في كوريا الجنوبية عام 2004، ثم أثار اهتماماً كبيراً في كافة أنحاء العالم، وبالنسبة للصين أصبحت الهواتف المحمولة تياراً جديداً بل ربما أصبح ضمن الضروريات، ووصل عدد مستخدمي الهواتف الذكية في الصين إلى 380 مليون شخص في ديسمبر 2012.