أجمع مراقبون على أن جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي سبقت انعقاد قمة العشرين بالأرجنتين والتي شملت كلا من: الإمارات والبحرين ومصر وتونس، ثم ما بدأ من زيارات عقب القمة تشمل موريتانياوالجزائر تأتي في إطار جهود ولي العهد لدعم العلاقات العربية والتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة. وقال المراقبون، إن زيارة ولي العهد لموريتانياوالجزائر تأتي في إطار حرص المملكة على تواصل العمل المشترك مع البلدين اللتين تربطهما علاقات تاريخية ووثيقة مع المملكة، مشيرين إلى أن العلاقات السعودية الموريتانية شهدت خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية على كافة الأصعدة لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، كما أن العلاقات مع الجزائر تمتد لعقود طويلة، وتميزت بالتعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. استقرار الدول العربية اعتبر أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود الدكتور عادل المكينزي، زيارة ولي العهد للجزائر وموريتانيا، تأتيان في إطار الدعم السعودي الدائم لاستقرار الدول العربية. وقال المكينزي ل»الوطن» أمس: موريتانيا دولة عربية وتمثل أهمية للعالم العربي، وكذلك الجزائر؛ لذلك المملكة ستدعم الدول العربية كافة، لاسيما موريتانياوالجزائر بما يعزز من استقرار المنطقة، ويعزز من العلاقات السعودية بالبلدان العربية، مشيرا إلى أن زيارة ولي العهد لموريتانيا تعكس متانة وعمق العلاقات وتنوعها، وإرادة البلدين في تطوير وتنمية التواصل والعمل المشترك بما يخدم شعبي البلدين، ويلبي طموحهما في هذا الإطار، منوها بأن هذه الأهمية حاضرة كذلك في الزيارات كافة كزيارة ولي العهد إلى الجزائر، التي تعتبر بلد عضو في «أوبك» وعلاقتها بالمملكة عريقة. روابط وثيقة مع الجزائر تندرج الزيارة التي سيقوم بها ولي العهد إلى الجزائر على رأس وفد عالي المستوى يضم وزراء ورجال أعمال، في إطار هذا المسعى، الذي ينطلق من العلاقات المتميزة التي تربط البلدين والإرادة المشتركة لقيادتيهما في وتوسيع الشراكة الاقتصادية بينهما. وترغب المملكة في إقامة شراكات استثمارية استراتيجية مع الجزائر، بهدف دفع العلاقات الاقتصادية وترقيتها إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، فيما تبدي الجزائر استعدادها للتعاون مع الرياض في جميع المجالات الاقتصادية، لاسيما الصناعية منها، والتي سجلت خلال السنوات تقدما معتبرا، كما يسعى البلدان إلى إقامة شراكات في مجالات المحروقات والبتروكيماويات والزراعية والصناعة واقتصاد المعرفة والسياحة، وهي كلها قطاعات تدعم الحكومة الجزائرية الاستثمار فيها بتسهيلات متعددة. علاقات تاريخية مع موريتانيا وبحسب المكنيزي فإن العلاقات السعودية الموريتانية شهدت خلال السنوات الأخيرة فقد شهدت نقلة نوعية على كافة الأصعدة، وتطور التنسيق السياسي والأمني بين البلدين وتطابقت وجهات نظرهما حول مختلف المجالات، وفي مقدمتها المجال الأمني خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وتعود العلاقات الموريتانية السعودية إلى ما قبل نشأة الدولة الموريتانية الحديثة، حيث فتحت الدولة السعودية أبوابها أمام سفراء بلاد شنقيط، واليوم يتواصل حاضر هذه العلاقة بماضيها وتتطور باستمرار، حيث أكد البلدان في أكثر من مناسبة وفي الميدان العملي على متانة علاقات الأخوة والتعاون الموريتانية السعودية، برعاية خاصة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيزئ.