يتعرض سكان حي "الشهداء" شرق الرياض إلى الكثير من المخاطر والتهديد بسبب عروض التفحيط التي يمارسها "مراهقون" في العديد من شوارع الحي، حيث حوّلوا الشوارع الفسيحة إلى ساحة لممارسة عروضهم وسط مخاوف السكان من أن تطالهم حوادث الصدم والدهس، في ظل التهور الذي يمارسه المفحطون في أوقات متفرقة من اليوم، خصوصاً بعد خروج الطلاب من مدارسهم ظهراً، مما يزيد من حجم المخاطر المرورية، عطفاً على تقليد النشء الذين قد يتأثرون بمثل تلك المشاهد فيقلدونها. "الوطن" رصدت عدداً من الشباب يستقلّون سيارات صغيرة يقومون بإخفاء بعض أرقام لوحاتها ب"التغبيرة" حتى لا تبدو واضحة عند محاولة التقاطها للتبليغ عنها، فيما يحرصون على "اللثمة"، حتى لا يتم التعرّف على هوياتهم، أو ذكر أوصافهم، وهما خطوتان مهمتان كثيراً قبل البدء في عروضهم الجنونية، حيث يستغلون الشوارع الفسيحة لينطلقوا بأقصى سرعة ثم يمارسون التفحيط بأشكال تتنوع بين الدوران لمرات عدّة ويطلقون عليها "عقدة" حيث الالتفاف والدوران على شكل عقد، فيما يقوم آخرون بسحب كابح السرعة "البريك" لتزحف مركبتهم على جنبيها، فيما يكتفي آخرون بالمناورة بسرعة جنونية، ويكررون طرقهم هذه في أكثر من موقع. ولاحظت "الوطن" في جولتها أن غالبيتهم من طلاب المرحلة الثانوية الذين يحضرون للمكان بعد خروجهم من مدارس حكومية وأهلية في أحياء مجاورة، في حين يقوم بتشجيعهم عدد من طلاب هذه المرحلة الذين يتواجدون باستمرار بمحاذاة "شوارع التفحيط" وقد يقدمون لهم "الدعم" وتنبيههم عند مشاهدة الدوريات الأمنية. وقال المواطن عوض الرشيدي "من سكان الحي" إن عدداً من شوارع الحي ومنها شارعا "محمد بن علي جناح" و"عبدالرحمن بن عزاز" وهما أشهرها تحوّلا إلى مصائد لسكان وزوار الحي بسبب مراهقين يتواجدون هناك بين الحين والآخر، ويهددون سلامة السكان مستغلين المساحة الكبيرة للشوارع، وعدم وجود مطبات صناعية تحول دون ممارسة التفحيط، لافتاً إلى أن المتهورين يحولون المكان إلى حلبة سباق ويسيرون بأعلى سرعة بين السيارات المارة وعند نهاية الشوارع يتلاعبون بالسيارة التي تتحرك بشكل دائري ويمنة ويسرة وسط "صرير" الإطارات التي تنبعث منها روائح الاحتكاك مع الأسفلت، لافتا إلى أن من يصادف مروره في الشارع حينها قد تتعرض حياته ومركبته للخطر. ويضيف المواطن عثمان الحسين أن الشوارع التي يحدث فيها التفحيط مجاورة لمدارس بنين وبنات في مختلف المراحل الدراسية، وبعض الطلاب يضطرون للمرور في المكان عند انصرافهم من مدارسهم، مما يسبب لهم مخاطر تبدأ بتعريض حياتهم للخطر، عطفاً على إعجاب بعضهم بتلك العروض، ومن ثم تشجيعها ومحاولة تقليدها مستقبلاً. ويطالب المواطن عبدالله الغامدي بوضع حلول جذرية لظاهرة التفحيط، مشيراً إلى جهود كبيرة تبذلها الجهات الأمنية في ملاحقة المفحطين، لكنها من وجهة نظره حلول غير كافية، وتحتاج إلى دعم أسري وتربوي يساهم في توعية الشباب المفحطين بمخاطر سلوكهم الذي قد يكون غائباً عن الكثير منهم، فبعضهم لا يعي خطورة تهوره وإلحاقه الضرر بنفسه وبغيره، وإزهاق حياتهم وتعريضهم للإصابات والإعاقات، وإتلاف الممتلكات الخاصة والعامة، مشيراً إلى أهمية دور المدرسة ومتابعة الأسرة واحتواء الشباب لقضاء وقت فراغهم فيما يفيد، واستقطاب هواة السباق بالسيارات وتوجيههم إلى جهات ترعى مواهبهم بطريقة آمنة.