بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب منسجما مع المنطق، وهو يؤكد على ضرورة تطبيق مبدأ «قرينة البراءة» لصالح السعودية في إطار الأزمة التي أثارها اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث قال «مرة أُخرى، أنت مذنب حتى تثبُت براءتك.. أنا لا أحب هذا». ودعا الرئيس الأميركي إلى عدم التسرّع في تحميل المسؤولية للسُلطات السعودية، مذكّرًا بقضية القاضي بريت كافانو، الذي رشّحه لعضوية المحكمة العليا الأميركية وكان متهما بارتكاب اعتداء جنسي. وأضاف ترمب «لقد شهدنا ذلك مع القاضي كافانو، وفي نظري هو كان بريئا تماما». قصة كافانو حصل الجمهوري المحافظ كافانو على غالبية ضئيلة في مجلس الشيوخ (50-48) للفوز بعضوية المحكمة العليا، بعد أسابيع من سجالات سياسية تخللتها اتهامات له بارتكاب اعتداء جنسي عندما كان شابا. وكان الديمقراطيون قد شنوا هجمة شرسة على كافانو، الذي اتهمته كريستين بليزي فورد، وهي أستاذة جامعية في ولاية كاليفورنيا، بالاعتداء الجنسي عليها في عام 1982، عندما كان عمرها 15 سنة وعمره 17. وتكتل الديقراطيون، وحركوا آلتهم الإعلامية لإضعاف موقف كافانو وكيلوا التهم له، حيث لم يقف الأمر عند فورد، بل جاءوا بأكثر من ادعاء لدحض موقفه، لكنه تمسك بالإنكار، واصفا تلك المزاعم بأنها «عارية تماما عن الصحة». وتعتبر المحكمة العليا المكونة من تسعة قضاة جهة ذات نفوذ كبير في سن القوانين وحياة المجتمع في الولاياتالمتحدة، حيث كثيرا ما تكون كلمتها الحاسمة في مناقضات سياسية واجتماعية، وقد يكون تعيين كافانو دليلا على أن الجمهوريين سيستطيعون التأثير، من خلال المحكمة العليا، على اتخاذ قرارات ذات أهمية حيوية بالنسبة للمجتمع الأميركي.