تشهد محافظة العيص أمطارا غزيرة لليوم العاشر على التوالي، أسهمت في اعتدال الأجواء وانتعاش الأسواق، خاصة المنتوجات الزراعية، وساعدت هذه الأجواء على استقطاب العديد من الزوار والسياح من خارج المنطقة. مقصد للزوار قال سليمان البلوي إن «الأمطار التي هطلت على محافظة العيص الأيام الماضية دفعتني لزيارتها للاستمتاع بالأجواء المعتدلة فيها، وعندما قدمت تفاجأت بعدة أماكن تاريخية تستحق الزيارة»، مطالبا الجهات المعنية بالمزيد من الاهتمام بالأماكن التاريخية لجذب الجانب السياحي. وأضاف عبدالرحمن الجهني «صاحب أحد المحلات التجارية»، إن «الأسواق تشهد هذه الأيام حركة اقتصادية، وزيادة العرض والطلب، نتيجة تزايد الزوار للمحافظة بشكر كبير وغير متوقع، بسبب الأمطار واعتدال الأجواء»، موضحا أن الأسعار ثابتة ولم تتغير. تمر البرني أوضح المرشد السياحي لمحافظة العيص، عضو الجمعية السعودية للمرشدين السياحيين مسلم العنيني، إن «محافظة العيص تعتبر من المدن السياحية، وقد انضمت إلى تطبيق دليل الساحل السياحي والخدمي الذي دشنه محافظ العيص فيصل الحويفي مؤخرا، وهو مرجع مهم يخدم الزائر للمحافظة، وجعلها وجهة سياحية تماشيا مع رؤية المملكة 2030، والتي تنص على تطوير المنتج السياحي». وأضاف أن «محافظة العيص من المحافظات الغنية بكل مقومات السياحة، وتتميز بوجود أجود أنواع التمور مثل تمر «البرني» الذي ورد ذكره في الأحاديث والسيرة النبوية: «خَيْرُ تَمْرِكُمُ الْبَرْنِيُّ، يُذْهِبُ الدَّاءَ وَلَا دَاءَ فِيهِ»، وهناك الكعيمر وغيرها، كذلك تكثر فيها الحمضيات مثل الليمون والبرتقال، ويوجد فيها الكثير من المواقع الأثرية التي تعود لعصور ما قبل الإسلام، ومن أشهرها قصر البنت الواقع بقرية الفرع، وهو معلم تاريخي يعود للحضارة اللحيانية، ويتطلع أهالي المنطقة لأن يكون القصر مقرا لمتحف وتراث وآثار العيص، إضافة إلى العديد من المعالم السياحية بالمحافظة كمسجد السوانيس، وبئر هداج الأثري، وقصر القصبة التاريخي». كهوف طبيعية أبان العنيني أن من المعالم الثرية في العيص آثار مدينة ذي المروة التاريخية التي تقع على ضفاف وادي الحمض الشهير، وهي مدينة لها شهرة تاريخية، حيث مر بها النبي، صلى الله عليه وسلم، في غزوة تبوك. ولفت إلى أن «من المعالم السياحية كذلك كهوف المغواة الطبيعية بحرة الشاقة، وهي عبارة عن عدة كهوف، بعضها يبلغ عمقه ما بين 20 مترا و40 مترا، وربما تزيد بعضها تحت سطح الأرض، وبها سراديب ممتدة داخل باطن الأرض، ومن بينها كهف أم نخلة، وكهف الطرشاء، وهي كلها كهوف غريبة الشكل والتكوين».