في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق التجارية بمحافظة العيص حصاد "رطب العيص" خلال الأيام المقبلة بداية شهر رمضان المبارك، ذكر أصحاب المزارع أن شح المياه وعملية حصاد الثمار البدائية أديا إلى ارتفاع أسعار الرطب والتمور خلال العام الماضي، وأجبرا بعض أصحاب المزارع على تقبيل حصادهم إلى العمالة الوافدة بمبالغ فورية نتيجة صعوبة الطريقة في عملية الحصاد وأيضا ارتفاع النخيل الذي لا يقل عن 50 مترا. وقال صاحب أكبر مزارع تشتهر بإنتاج برني العيص بمنطقة الفرع، عواد مسلم العنيني، ل"الوطن" إن تمور العيص تشتهر بقيمتها الغذائية العالية ولها فوائد صحية، خاصة برني العيص الذي ينقسم إلى ثلاث درجات، لكل درجة سعرها، مضيفا أن هذا النوع من التمور وصل للعالمية نتيجة للإقبال الشديد عليه، وقد وصل إلى أميركا ودول أوروبا وقبل ذلك الدول العربية لشهرته وكثرة الطلب عليه من مسؤولين وأصدقاء وأقارب ومعارف، بعضهم من الطلبة الذين يدرسون بالخارج. إن شح المياه تسبب في جفاف 200 من الآبار والبحث عن مواقع أخرى، حيث تتراوح أعماقها من 80 إلى 100 مترا، إضافة إلى أن الجهات الأمنية تمنع حفر الآبار الأرتوازية بحكم صعوبة تركيبة طبقات الأرض الجبلية والحرار الكثيفة بالمنطقة. وساهم العنيني في تشجيع وتوعية 80 مزارعا بقرية الفرع على استخدام مشروع الري الحديث في السقيا نتيجة قلة الأمطار ونضوب مياه الآبار وشح المياه الجوفية، موضحا أن شح المياه دفعه إلى تطبيق مشروع الري الحديث الذي كان بمثابة المشروع المنقذ، لتعود الأشجار إلى سابق عهدها و يعود التوازن في إنتاج المحصول الزراعي بنسبة جيدة، حيث كانت العيص قديما تشتهر بوفرة المياه والأنهار التي تخرج من مئات المنابع الجوفية. وقال العنيني إن مزرعته تحتوي على عدد من أنواع الثمار والفاكهة والخضار مثل الموز والبرتقال والجوافة والرمان والليمون واليوسف فندي، إضافة إلى زراعة 60 شتلة من البرتقال الفلسطيني التي أهداها إلى أحد الأصدقاء من قطاع غزة في دولة فلسطين وإنتاج أجود أنواع التمور المعروف "برني العيص" الذي وصل إلى أميركا وفرنسا وبريطانيا وأغلب الدول العربية، موضحا أن لديه 2000 نخلة، 1500 منها من برني العيص، كاشفا أن شتلة برنية العيص من المستحيل زراعتها خارج مدينة العيص..أما ثابت سليم العنيني فقال إن أنواع التمور بمزارع العيص تنقسم إلى ثلاث درجات رئيسية، الدرجة الأولى "البرني " ثم "الكعيمر" ثم "الروثانة" والتي تأتي بحسب وفرة الأمطار وارتفاع منسوب المياه بالآبار، وأيضا برني العيص ينقسم إلى ثلاث درجات. وأشار ثابت إلى أن قلة الإنتاج خلال هذه السنة دفعت بعض أصحاب المزارع إلى تقبيلها إلى العمالة الوافدة، نظرا للمشقة التي تتم من خلالها عملية حصاد التمور وصعوبة الحشو بطريق بدائية وارتفاع أطوال النخيل التي تتجاوز 100 متر، مشيرا إلى أن مجالس استقبال الضيوف لدى أهالي العيص لا تخلو من تقديم أجود أنواع البرني وأشهرها مثل برنية العيص، حيث تقدم للضيف وتهدى للصديق العزيز، كما تشتهر الموائد الرمضانية بالعيص بتقديم كميات وفيرة من برني العيص.