عبدالله الشهراني في مساء يوم الأربعاء 18 ذي الحجة 1439 الموافق 29 أغسطس 2018 رحل عنا إلى جوار الرفيق الأعلى عمي ووالدي، سفر بن عبدالله بن رحرح الشهراني، عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاما، وكان رحيله بالنسبة للأسرة فاجعة كبيرة وحزنا مؤلما، فرحمك الله يا أبا سعيد رحمة الأبرار. الحمد لله الذي له ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى. الحمد لله في السراء والضراء، الحمد لله الذي جعل الموت حقا، وجعل الصبر على البلاء رفعة في الدنيا، وعظم أجره في الآخرة... والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. بداية أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى إخواني أبناء الفقيد سعيد وفهد وعبدالعزيز، وإلى زوجته وبناته وأرحامه وأحفاده وإلى أسرتنا كافة، سائلا المولى -عز وجل- أن يغفر له ويرحمه، وأن يثبته بالقول الثابت، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، ووالدينا وموتى المسلمين. اللهم أكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم ألهم أسرته وذويه الصبر والسلوان. عمي الوالد رحمه الله، عرفنا عنه التسامح ولين الجانب وصفاء النية والسريرة وعدم التكلف، وطيب النفس وحبه للناس وحب الناس له وحبه للخير، نحسبه والله حسبه ولا نُزكي على الله أحدا. عمل في القطاع العسكري منذ ما يقرب التسعة والعشرين عاما، فلا وجد منه، حسب شهادة زملائه، إلا الجد والتفاني في عمله، والولاء والإخلاص لدينه وولاة أمره ووطنه الغالي. وقد أدهشتني جموع الناس الذين توافدوا على المسجد للصلاة عليه، رحمه الله، وكذلك العدد الكبير من المعزين والاتصالات والرسائل والتي لا تزال تتوالى حتى هذه اللحظة، وهذا -إن شاء الله- شاهد خير، ودليل حب الناس له. لقد فقدنا أبا حنونا عطوفا، كريما في بيته، غادر هذه الدنيا الفانية إلى دار الخلد الباقية، بعد حياة كريمة، سهلة وبسيطة. كان، رحمة الله عليه، عندما أزور الأهل في مدينة خميس مشيط، بحكم عملي وإقامتي في الرياض، يسبق إلى زيارتي قبل أن أزوره في بيته، ويصر على إكرامي أنا وأسرتي، وكان محباً جدا لأولادي وبناتي منذ صغرهم، وقد آلمهم خبر وفاته، شديد الألم. فاللهم يا حي يا قيوم أبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وأدخله الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار، اللهم عامله بما أنت أهله ولا تعامله بما هو أهله، اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا، اللهم إن كان محسنا فزد من حسناته، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته، اللهم آنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته، اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين، اللهم أنزل على أهله الصبر والسلوان، وارضهم بقضائك، اللهم ثبتهم على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويوم يقوم الأشهاد . * لواء مهندس متقاعد