نهنئ الشعب في يوم الاستقلال الثاني والسبعين. في مثل هذا اليوم، نجدد العزم والإرادة، ونتعهد بأن نسعى مجددا لترقية الوطن العزيز إلى آفاق التقدم والازدهار. في هذا اليوم نجدد حماسنا لخدمة الوطن ونتمنى رفع علمنا الأخضر مزيدا إلى الأعلى، لأنه يوم تحقيق الآمال، وعلى هذا الاعتبار فإنه يوم يستحق الاحتفال. باكستان هي مأوى مسلمي القارة الهندية ونعمة من أنعم الله. أجدادنا قاموا بحركة فريدة وقدموا التضحيات غير المحدودة للحصول على هذا الوطن، والآن واجبنا أن نجعل باكستان مثل ما تصورها مؤسسها. ولنيل هذا الهدف يتطلب وجود علاقات جيدة بين مختلف طبقات الشعب والوئام والأخوة. نلفت الأنظار إلى باكستان اليوم، نشعر بالاطمئنان عندما نشاهد محبة أجيالنا الحديثة للوطن العزيز، ونرى شعورهم المخلص لخدمة الوطن وترقيته، وحماسهم لدفع البلاد نحو التقدم إلى الأمام. وأنه من الضروري أن نكرس في نفوس أولادنا العوامل التي أدت إلى قيام باكستان وضرورة إبراز مساعي أجدادنا وتضحياتهم في سبيل ذلك. فيجب إعداد برامج وتدابير بهذا الغرض على الدوام. ومن مقاصد انعقاد الاحتفالات باليوم الوطني إنماء الشعور لدى الفرد والمجتمع، خاصة الأجيال القادمة، بمقاصد وطنية والمساعي الكبيرة المبذولة للحصول عليها. في رأيي، تحقيق العظمة التاريخية والنبل وحلم ترقية الوطن إلى آفاق التقدم لن يتحقق حتى يسري الوئام والتجانس التام بين شعوب الوطن، وتتفق كل طبقات المجتمع سويا، وبعقلية واحدة حول المقاصد الوطنية بعيدا عن الأغراض الشخصية أو الانتماءات الحزبية. وهذا هو الطريق الأمثل للتغلب على المشاكل المعقدة التي تواجه باكستان اليوم تعليميا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، حتى نجعل باكستان منسجمة حسب رؤية وتعاليم القائد الأعظم محمد علي جناح، والعلامة محمد أقبال.