أبدى متسوقون في نقاط متفرقة لبيع المنتجات الزراعية المحلية في واحة الأحساء الزراعية، والأسواق الشعبية بمدن وقرى الواحة، تحفظهم إزاء ما أسموه، تورط عمالة آسيوية في بيع وتسويق فواكه «بشرى» غير مكتملة النضج داخل نقاط البيع، مؤكدين خلال أحاديثهم ل«الوطن»، أمس، أن هذه العمالة تقوم بقطف المنتج الزراعي من المزارع التي يعملون فيها قبل الموعد المحدد للقطف واكتمال النضج، بهدف إدخاله إلى نقاط البيع والأسواق كمحصول بشرى «أول المحصول»، لبيعه بأسعار مرتفعة، تصل نسبة ارتفاع الأسعار إلى أكثر من الضعف. قطف الثمار مبكرا أشار الباحث الزراعي المهندس محمد السماعيل ل«الوطن»، إلى أن مزارع واحة الأحساء تشتهر حاليا بزراعة عدة محاصيل زراعية، أبرزها 9 فواكه، هي: الرطب، التين، البوبي، البمبر، الليمون، الرمان، العنب، التوت، موضحا أن بعض العمالة الآسيوية، تقوم بقطف الثمار مبكرا وقبل موعد اكتمال نضجه، ومذاقه غير مستساغ نوعا ما، وذلك بهدف إدخاله الأسواق لبيعه كأول محصول يقطف في الواحة، وتكون عادة أسعار البيع مرتفعة، فيتهافت عليه الزبائن لشرائه بأسعار مرتفعة، مستشهدا في ذلك بدخول الأسواق ما نسبته 60% من كمية الكرتون الواحد من الرطب «بسر» لمختلف الأصناف، واختلاف مواعيد قطفها، وكذلك دخول فاكهة «التين» إلى الأسواق قبل موعد اكتمالها كثمرة مستساغة المذاق والطعم. محصول البشرى أشار أحمد البوسيف «صاحب مزرعة»، إلى أن الأحسائيين منذ وقت طويل، يحتفون بمحصول «البشرى» لكل منتج مع بداية قطفه، وأن المزارعين الأحسائيين من حرصهم على قطف البشرى لكل منتج زراعي، يقدمونه كهدايا لأقاربهم وأصدقائهم، لافتا إلى أن ملاك المزارع والحيازات الزراعية في واحة الأحساء، يجمعون على أن ما يقطفونه في مزارعهم من محاصيل زراعية أكثر جودة من المحاصيل التي تباع في الأسواق ونقاط البيع، لعلمهم بمواعيد قطف ونضوج واكتمال الثمرة، وأن الفارق في جودة الطعم والمذاق كبير لمصلحة ملاك المزارع الذين يقطفون ثمار مزارعهم بأنفسهم، بدلا من شرائه من العمالة الآسيوية المنتشرة في الواحة، لا سيما أن هناك عمالة تمارس رش الأشجار والثمار بالمواد الكيماوية للإسراع في نضجها، موضحا أن الوضع الحالي، المتمثل في بيع الفواكه قبل نضجها، يسيء إلى المحاصيل الزراعية في الأحساء، ويشوه سمعة المحصول في مزارع الأحساء التي اشتهرت بجودة المحاصيل الزراعية، واستحقاقها لإطلاق عبارة: «الأحساء.. سلة غذاء زراعية»، بكل ما تحمله هذه العبارة من معاني جودة وكثرة المحاصيل الزراعية، وحرص كثيرين على شرائها. ارتفاع درجات الحرارة أضاف المزارع علي الشواكر، رغم تبكير جني محصول الرطب في الأحساء هذا العام قبل موعده ب20 يوما، لأسباب ارتفاع درجات حرارة الطقس، بيد أن بعض العمالة، تحاول قطف أصناف الرطب في غير موعدها، وأن هؤلاء العمالة تبحث عن السبق في تسويق أصناف الرطب الجديدة قبل الآخرين، بهدف الربح السريع والمرتفع، مقارنة ببيعه في الأوقات الأخرى، إذ إن هناك تسلسلا زمنيا لمواعيد جني أصناف الرطب، والتي من بينها: الطيار، الغر، والمجناز، والشهل، والزاملي، والخلاص، والهلالي، وغيرها من الأصناف التي تباع رطبا.