بعد يوم من تصويت البرلمان العراقي على التشكيلة الوزارية الناقصة والخالية من النساء لحكومة نوري المالكي، أبدت القوى والأحزاب الكردية التي تعد طرفا رئيسيا في الجهاز التنفيذي، قلقها من توسيع صلاحيات رئيس الوزراء على حساب إقليم كردستان. وشدد التحالف الكردستاني على التمسك بالدستور بخصوص تنظيم العلاقة بين الحكومة الجديدة والأقاليم لتفادي اندلاع أزمات سياسية محتملة. وقال النائب الكردي خالد شواني ل"الوطن" إن "صلاحيات الحكومة الاتحادية والإقليم والمحافظات غير المنتظمة بالإقليم واردة بشكل صريح في المواد الدستورية في البابين الرابع والخامس"، محذرا من أن "اختراق الدستور سيدق ناقوس الخطر للعملية الديموقراطية". من جانبه انتقد النائب عن "كتلة تغيير" الكردستانية محمد كياني موقف المالكي لتخليه عن تحقيق حكومة الشراكة الوطنية. وقال "لا تبشر التشكيلة الوزارية بالخير لضمان مستقبل الديموقراطية في العراق، كنا نطالب بتشكيل حكومة شراكة وطنية، لكن المالكي تخلى عن الإيفاء بوعوده وخضع لضغوط الأحزاب الكردية الأخرى بحرمان كتلة تغيير من الحصول على مناصب وزارية استنادا لاستحقاقها الانتخابي". وفيما يعد التدخل الإيراني في الشأن العراقي من أبرز التحديات التي تواجه الحكومة، استبعد النائب السابق وائل عبداللطيف قيام حكومة المالكي باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استقلالية القرار الرسمي العراقي والتفريط في علاقة طهران مع معظم أحزاب الحكومة. وأضاف "يتقدم المعيار الوطني على كل القضايا الأخرى في التعامل مع إيران، وحفظ أمن المواطنين يتقدم على كل العلاقات، نحن نطلب حماية بلدنا من دخول الأسلحة من إيران والحد من نفوذ ونشاط ميليشياتها في المحافظات الجنوبية". على صعيد آخر وفي ظل غياب المعارضة في البرلمان العراقي أعلن عدد من الأعضاء تشكيل كتلة تضم القوى والأحزاب التي لم تشارك في الحكومة، مشيرين إلى تولي رئاستها من قبل ممثل محافظة بغداد النائب حسن العلوي المنسحب من قائمة العراقية. وعقد مجلس النواب جلسته الخامسة عشرة أمس برئاسة أسامة النجيفي وحضور 249 نائبا. إلى ذلك هنأت جامعة الدول العربية الشعب العراقي بمناسبة تشكيل الحكومة وحصولها على ثقة مجلس النواب. ووصفت تشكيل الحكومة "بالإنجاز الذي يمهد لشراكة وطنية فاعلة تسهم في الدفع بالعراق نحو مرحلة جديدة". وفي سياق متصل رحب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوجلو بتشكيل الحكومة العراقية وبالموافقة اللاحقة عليها من قبل البرلمان. أمنيا حذرت قوة مكافحة الإرهاب العراقية مسؤولين وإعلاميين من محاولات لتنظيم القاعدة لاستهدافهم باستخدام طرود بريدية مفخخة. وأوضح مصدر أمني "لدينا معلومات استخباراتية عن محاولات لتنظيم القاعدة لاستهداف مسؤولين وإعلاميين من خلال استخدام طرود بريدية". وحذر المصدر "المسوؤلين والإعلاميين من تقبل أي طرد بريدي دون معرفة مصدره". وأكد أن "الإرهابيين أصبحوا غير قادرين على تمرير السيارات المفخخة والمتفجرات بالأسلوب التقليدي، لذلك يلجؤون إلى هذه الأساليب للوصول إلى أهدافهم".