أكد عضو هيئة التدريس بجامعة جازان الناقد المصري الدكتور أسامة البحيري أن معظم الأكاديميين والنقاد العرب الذين لم يزوروا السعودية أو يعملوا فيها لا يعرفون عن الأدب السعودي إلا القليل، بل إن بعضهم حسب البحيري لا يعرف إلا أسماء كغازي القصيبي وتركي الحمد. واستشهد البحيري بنفسه قائلا "حقيقة قبل أن أعمل في المملكة لم أكن أعرف عن الحركة الثقافية في المملكة إلا شذرات بسيطة وبعض الأسماء كالقصيبي والأمير عبدالله الفيصل رحمهما الله". وقال البحيري في محاضرة ألقاها مساء أول من أمس بنادي نجران الأدبي تحت عنوان "رحلتي مع الأدب السعودي" أدارها صالح زمانان: أعتقد أن السبب يعود إلى قصور واضح في دور الملحقيات الثقافية السعودية في الخارج، حيث هناك شكوى من ضعف دورها في التعريف بواقع الثقافة السعودية وتطورها، كذلك الأجنحة السعودية المشاركة في معارض دولية للكتب كمعرض القاهرة لم تعرض في السنوات الماضية، الكثير من الإصدارات الأدبية السعودية التي تمثل حركة ثقافية لافتة على مستوى العالم العربي". وتحدث البحيري في محاضرته عن مجمل الدراسات النقدية التي قدمها عن الأدب السعودي، وذكر أن منها بحثين قدمهما لجامعته في مصر للحصول على ترقية علمية. وكانت الإشادات الكثيرة التي طرحها البحيري في حديثه عن الحركة الأدبية السعودية، أمام حضور جيد من الأكاديميين والأدباء من مختلف الفئات العمرية، جعلت أحدهم يسأل المحاضر عن رأيه فيما يقال عن "مبالغة بعض النقاد والأكاديميين العرب الذي يعملون في المملكة، في المديح المجاني للإنتاج الأدبي السعودي، والرفع من شأن أعمال ضعيفة المستوى والترويج لأسماء لا تستحق، مما جعل البعض يصفهم بتجار الشنطة". فرد البحيري بأنه "لا يمكن إنكار وجود هذه النماذج ولكنها قليلة". وأضاف "لكن للحق فمستوى الإنتاج الأدبي السعودي حاليا يفوق الكثير من نظيره في العالم العربي كما وكيفا، وهو بلا شك يستحق دراسات منصفة وموضوعية". ودلل المحاضر على ذلك بالقول "في عام واحد هو 2007 صدرت أعمال روائية وقصصية تزيد على ما أنتج في 60 عاما سابقة". وتساءل "أليس هذا جديرا بالتقدير والالتفات النقدي له؟". وكان البحيري تحدث في بداية محاضرته عن بعض الملامح الفنية للأدب السعودي خصوصا في مجال الرواية التي عكست تحولات اجتماعية وثقافية مهمة في المملكة. وقال "الانفتاح الاجتماعي وارتفاع سقف حرية الرأي ومشاركة المرأة في مختلف جوانب الحياة العملية، انعكس بشكل إيجابي على مستوى الأعمال الروائية، حيث نجد أن الكثير من الأعمال الروائية دخلت مناطق فكرية واجتماعية كانت تعتبر في السابق مناطق محظورة وخطوطا حمراء لا يتقرب منها الأديب السعودي وربما العربي". وفي رده على أحد الأسئلة تحدث البحيري عن أهمية أن يتوافق النقد الأدبي مع الواقع ويسايره، فلا يمكن إغفال دراسة قصيدة النثر مثلا، لأنها أصبحت اتجاها شعريا يفرض نفسه في الساحة الأدبية على الرغم من مهاجمة البعض لها".