لجأت فروع للدعوة والإرشاد إلى استقطاب عدد من حفظة كتاب الله، للقيام بمهام الإمامة خلال رمضان المبارك في كثير من المساجد والجوامع، فيما أرجع أئمة ظاهرة الاستعانة بأفراد من الحفظة كل عام في الشهر الفضيل، إلى عدم تفرغ كثير من الأئمة، وضيق الوقت، إلى جانب قلة المكافآت التي تصرف لهم. لجأت فروع للمساجد والدعوة والإرشاد، لاستقطاب عدد من حفظة كتاب الله للقيام بمهام الإمامة خلال شهر رمضان في الكثير من المساجد والجوامع، حيث تم استقطاب 30 إماما من حافظي كتاب الله، وتم توزيعهم على عدد من المساجد والجوامع في جدة وحدها. واعتبر أئمة أن ظاهرة الاستعانة بأفراد من حفظة كتاب الله كل عام في شهر رمضان لكي يقومون بمهام الإمامة يأتي بسبب عدم تفرغ الكثير من الأئمة، وضيق الوقت، إلى جانب قلة المكافآت التي تصرف لهم، خاصة أئمة المساجد المصنفة بفئة (ج) كذلك أئمة مساجد وجوامع فئة (ب)، بينما يختلف الأمر بجوامع ومساجد فئة (أ)، معتبرين أن أئمة فئة (أ) هي الفئة المحظوظة التي يعتبر فيها الأئمة أكثر أريحية من غيرهم، لما لهم من مميزات مالية. استمرار الأئمة أوضح إمام أحد المساجد بجنوب جدة يوسف الغامدي أن الرواتب التي تصرف لمهام الإمامة لا تكفي لتغطية كافة احتياجات أسرهم، كذلك من الأسباب الأخرى ارتباط العديد منهم وعدم تفرغهم، ويظلون على وظائفهم وترك إمامة المساجد لضيق الوقت خلال شهر رمضان، موضحا أن من المتعارف عليه أن شهر رمضان يكثر فيه أوقات الصلوات، خاصة التراويح والتهجد، مما يتطلب وجود الإمام أكثر الأوقات في المسجد، خاصة بالعشرة الأواخر، والحضور بأوقات مبكرة ونتيجة الارتباط أغلب الأئمة، إما بأسباب وظائفهم أو الارتباطات الأسرية، وعدم تفرغهم، أصبحت بعض المساجد بالأحياء تعاني قلة عدد الأئمة، كذلك عدم وجود حوافز مالية خلال الشهر الكريم تساعد في استمرار الأئمة، أو زيادة المكافأة، وفي كثير من الفترات يتم تأخير صرف هذه المكافأة دون معرفة سبب لذلك. تصنيف المساجد ويرى إمام مسجد بمنطقة البلد في جدة حاتم قاضي أن تصنيف المساجد تحت فئات محددة بدأ من فئة (أ) إلى فئة (ج) يختلف فيها سلم المكافأة التي تصرف للأئمة، فنجد أن إمام جامع (أ) مقدار المكافأة التي تصرف له 4570 ريالا، وإمام مسجد (أ) يصرف له 2980 ريالا، بينما إمام جامع (ب) يصرف له 3675 ريالا شهريا وإمام مسجد (ب) يصرف له 2385 ريالا، وهذه المبالغ تعتبر هي السقف الأعلى لمهام الإمامة، خاصة في مساجد وجوامع فئة (أ) و (ب) ويقل مبلغ المكافأة التي تصرف في الفئة (ج)، حيث يبلغ مقدار المكافأة للإمام 1890 ريالا. وكشف أن هناك أئمة لا يهتمون بالحضور ويكونون كثيري الغياب عن المساجد، هذا دفع فروع المسجد والدعوة والإرشاد لتوفير أئمة يلتزمون بشهر رمضان في مهام الإمامة وعدم التخلف عن الحضور، موضحا أن هناك سببا آخر يدفع الأئمة لترك المساجد وهي تعين إماما في أحد الأحياء البعيدة عن محل إقامته، كأن يتم تعين إمام في شمال جدة ومسكنه في الجنوب، فهنا يواجه الإمام صعوبة في إنهاء وقت الفريضة والرجوع للمنزل، ومن ثم العودة مرة أخرى وقت الفريضة التالية هذا دفع الكثير من الأئمة لترك هذه المهمة، إلى جانب أن البعض استمر في مهام الإمامة ولكن أن يقوم بالخروج من منزله قبل دخول وقت الفريضة بساعتين، وذلك لتغلب على الازدحام بالطرق وحتى يتمكن من الوصول للمسجد، وكثير من الأوقات لا يستطيعون الحضور ويقوم بمهام الإمامة أحد المصلين، هذا الأمر دفعهم لترك الإمامة والبقاء على وظائفهم، مشيرا إلى أنه لا بد من وضع وظيفي يتم من خلاله التدرج بمقدار المبالغ التي تصرف للأئمة والمؤذنين، وطالب وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بإعادة النظر مع الخدمة المدنية في رفع المكافأة المقطوعة التي تعطى للائمة، خاصة أن مهام الإمامة تحتاج لجهد وتركيز وطرح المواضيع التي فيها صلاح للمجتمع وتوعية وإرشاد من خلال خطبة يوم الجمعة. 30 إماما بين مدير عام المساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة جدة سعيد المالكي أنه تمت الاستعانة بحوالي 30 إماما من حافظي كتاب الله بمساجد وجوامع محافظة جدة في شهر رمضان للعام الحالي 2018، حيث يبلغ عددها تقريبا 2448 مسجدا وجامعا، وقال «هناك توجيه من قبل الوزارة بعدم منح الأئمة والخطباء، ومن في حكمهم الإجازة مع دخول شهر رمضان». مبينا أن هناك بعض الاستثناءات لبعض الظروف التي تمر على الأئمة كالمرض ودخول المستشفى كمرافق وغيرها من الأسباب، ففي هذه الحالة يتم سد العجز عن طريق التعاقد مع حفاظ كتاب الله. وحول اشتراطات الأئمة المستعان بهم في المساجد والجوامع، أشار المالكي إلى ضرورة وجود مشهد من جمعية خيركم لتحفيظ القرآن الكريم، ويتم إجراء المقابلات معهم، ومن ثم اختيارهم بناء على معايير عدة أهمها أن يكون حافظا لكتاب الله ومجودا لها، وأن يكون على خلق رفيع. وعن الاستعداد لشهر رمضان، أكد أن هناك اهتماما كبيرا لكافة المساجد والجوامع نتيجة كثرة الإقبال على المساجد في الشهر الفضيل، وإقامة صلاة التراويح، والسماح لبعض المساجد بإقامة إفطار صائم، وهذا يتطلب استعدادا ومواكبة للشهر الفضيل، بما يتعلق بالنظافة وتوفير المياه والتكييف والإضاءة وزيادة الفرش لبعض المساجد التي تحيط بها برحات تحتاج للفرش وقت صلاة التراويح، إضافة إلى توزيع أئمة المساجد المعتمدين لصلاة التراويح.