أدت مجموعة من الفتاوى التي أطلقها عدد من المشايخ المتأخرين حول بدعية الاجتماعات لمراسم العزاء والولائم التي اعتاد على إقامتها أهل الميت، إلى الحد من البذخ في ولائم الأهالي الذين اعتادوا على أن يستقبلوا المعزين بالذبائح في الغداء والعشاء لمدة ثلاثة أيام بعد دفن الميّت، وتقديرا لظروف أهل المتوفى ومراعاة لحالهم وبعد إلحاح مستمر، فقد يتكفل أقاربهم أو أصدقاء الأسرة بتأمين هذه الولائم وتجهيزها للمعزين، وأهل المتوفى بدورهم يعتذرون ويرفضون الكثير من طلبات تأمين الولائم لضيوفهم بسبب كثرة المتصدين لهذه المهمة، إلا أن فتاوى أصدرها بعض طلبة العلم المتأخرين بأن هذا الأمر ليس له أصل في السنة النبوية، وأنه من الإسراف والبذخ، حدّت كثيرا من هذه الاجتماعات، وباتت عبارة (العزاء في المقبرة فقط) لزمة يرددها ويكتبها أهل الميت في رسائل الإعلام عن حالات الوفاة. تسلية لأهل الميت قال الشيخ محمد بن عبدالله الغضية في حديث إلى «الوطن»، إن المسألة خلافية بين أهل العلم، فقد رأى الشيخ ابن باز -رحمه الله- وجمع من أهل العلم بأن ذلك لا بأس به، فيما رأى ابن عثيمين الاكتفاء بعزاء المقبرة، وأضاف الغضية أنه إذا اجتمع الناس عند أهل المتوفى فعليهم تجنّب المنكرات كتشغيل القرآن الكريم، أو النياحة والاعتراض على القدر، أو تصنّع الحزن، أو تخصيص المناسبة بأطعمة معينة أو شراب مخصوص، مؤكدا أنه إذا انتفت هذه المخالفات فالأمر واسع، وبالعكس فالاجتماع فيه تسلية لأهل الميت لما فيه من حضور للأحبة والوعاظ، لافتا إلى أن مجتمعنا فيه خير، ولم يصل للبدع والمنكرات. يذكر أن عدد الوفيات في مدينة بريدة بلغ حتى منتصف هذا العام 1439، 871 متوفى، منهم 374 رجلا و297 امرأة و200 طفل.