«دعوة لحب الحياة والجمال، وأن هذا المكان مكان للجمال والثقافة، وأن الفنون حياة»، بهذه العبارة، استهل مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء علي الغوينم، حديثه ل«الوطن»، على هامش فعاليات الكرنفال الثقافي «كليمات»، للكاتب المهندس عمر البدران، وبتنظيم من المقهى الثقافي في الجمعية، بالتعاون مع فريق «ريشات» في صالة الفنون التشكيلية بمقر الجمعية. تضافر الجهود قال الغوينم ل«الوطن»، عقب تشبيه مقدمة الكرنفال الكاتبة زهراء الفرج الفعاليات بشارع الحمراء في بيروت، بما يعج من حيوية ونشاط فكري وفني وثقافي متنوع: إن الكرنفال، جمع أكبر قدر من الفنون في وقت واحد، وفي موقع واحد، منها: الموسيقى، والغناء، والتشكيل، والتصوير الضوئي، والأفلام السينمائية، والعرض المسرحي، وتوقيع كتاب «كليمات»، وتم جمع تلك الفنون بطريقة حديثة دون كراسي، وأخذ الجميع يتنقل من فن إلى آخر. وأبان المشرف على المقهى الثقافي الدكتور محمد البشير ل«الوطن»: أن الثقافة جاورت الفنون حقيقة، وحققت التسمية الجميلة، الذي اختير للجمعيات منذ مهدها، وذلك حين تكون الثقافة أنثى تحوم الفنون حولها، وتتغنى بجمالها، وهذا ما تحقق في الكرنفال «الحالم»، وما نتمنى مواصلته بتضافر الجهود، وأن نموذج الليلة لا بد أن يستمر ويتواصل ويتطور، وأن الإبداع لا سقف له. عطش الجمهور قال منظم الكرنفال معاذ الحواس، إن فكرة الكرنفال مستوحاة من الشارع الذي يضم على امتداده أنواع الفنون المختلفة، والتي تؤكد أن الفن جزء من الحياة اليومية سواء الكتابة أو الرسم أو الموسيقى أو الطرب، ويستهدف المثقفين وأصحاب الفكر الراقي، وتكون هذه الفنون وهذه الأماكن محاضن جميلة للإبداع، ومن الجميل أن تجعل من يتذوق الماء لا يشبع، وحتى يبقى الجمهور عطشان لمزيد من هذه الإبداعات. وشهد الكرنفال، حضور حشد من المثقفين والمثقفات من داخل وخارج الأحساء، استمتعوا بالمقطوعات الموسيقية الشرقية والأغاني الوطنية لقسم الموسيقى بالجمعية، بقيادة الموسيقى عمر الخميس، ومحمد الحمد، وفهد العويد، وحسين بن داغر، وفيصل الجويسر، وخالد الخميس، وعرض مسرحية «أبو الأذنين» وهي مونودراما من تأليف عمر البدران وإخراج خالد الخميس. ولادة الجمال أشار الكاتب المهندس عمر البدران ل«الوطن»، أن الكرنفال أمسية «حالمة»، فيه رسالة تشير إلى (الفرح بولادة الجمال)، حاولنا أنها تكون بطريقة مختلفة، وتتكون من مجموعة من الفقرات، أشبه بالشارع الثقافي والفني الذي يضم لوحات تشكيلية جميلة للتشكيلي حسين السماعيل، وهي عبارة عن لوحات من نوع مختلف من الرسم «غير شكلي، وليس له بداية أو نهاية أو عمق أو بعد»، وهو نوع جديد من الرسم المعاصر، صعب الوصف بالكلمات، وإنما يمكن وصفه بالشكل، وفي هذه اللوحات تغذية للعين، وفرقة موسيقية لعزف الألحان الجميلة التي تضيف للأذن المتعة، وقراءة النصوص المختصرة لملامسة القلوب، ومسرحية دون موعد ودون خشبة، واصفا المكان والكرنفال بالوسيلة المميزة لإشباع الحواس الخمس. وذكر أن الكرنفال، هو رسالة جميلة لكل إنسانة جميلة، تؤمن بنفسها أنها جميلة، وطالما أنها مقتنعة أنها جميلة فإنها جميلة، ومن هذه الرسالة، أدى المطرب الغنائي محمد الجبالي مقطوعة غنائية باللغة العربية الفصحى: جميلة أنتِ كما أنتِ.. وكل النساء جميلات إذا وثقن.. وأنتِ أجمل سيدة إذا شئتِ، لافتا إلى أن أداة الربط بين هذه الفنون المختلفة في الكرنفال، هي كليمات للتحبيب، والتخفيف، والتصغير، مؤكدا أن مدة الكرنفال ساعتان، وأن في ذلك سرا وتطبيقا لقاعدة: اُترك الآخرين دائما وهم جائعون، لا نريد الناس أن تشبع من هذا الجمال.