وثق محمد المسوري، محامي الرئيس اليمني السابق علي صالح، في الحلقة الثانية من حواره مع «الوطن»، حقيقة التحالف بين صالح والحوثيين، مؤكدا أنه كان صوريا فقط، حيث كانت كل السلطات بيد الحوثيين، ولا يوجد للمؤتمر أي قرار. واصل المحامي الخاص للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وأحد المشاركين ضمن وفود المباحثات المشتركة مع الحوثيين محمد المسوري، كشف المزيد من الأسرار عبر الحلقة الثانية من حواره مع «الوطن»، لافتا إلى أن جميع السلطات في اليمن باتت عند الرئيس عبدربه منصور هادي بعد خروج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من الحكم، مشيرا إلى أن التحالف بين صالح والحوثيين كان صوريا فقط حيث كانت كل السلطات بيد الحوثيين ولا يوجد للمؤتمر أي قرار. وأضاف أن مقتل الصماد كشف أن بعض المؤتمريين في الداخل باتوا حوثيين أكثر من الحوثيين أنفسهم، كاشفا عن الخيانات التي صاحبت عملية اغتيال صالح. اليمن نسخة من إيران صف أوضاع اليمن بعد سيطرة الحوثيين؟ اليوم اليمن نسخة إيرانية بل ربما أسوأ بكثير من إيران، لدينا ولي الفقيه عبدالملك الحوثي في صنعاء، ولدينا في كل بيت وقرية وحي تمييز عنصري، إذا كنت تنتسب للأسر الهاشمية فأنت من علية القوم، ويرون الناس عبيد في أعينهم ويعتقدون أن الحكم لهم، والديمقراطية انتهت في اليمن، وهم يريدون من اليمن أن تكون بوابة للسعودية والمنطقة العربية بأكملها، ولو تمكنت العصابة الحوثية الإيرانية من اليمن تماماً فإن المنطقة بمجملها لن تنعم بالاستقرار، ولن تنعم السعودية بالاستقرار، ولذا القضية ليست قضية يمنية بل قضية عربية إسلامية. أصحاب الوساوس هل بالإمكان أن تبلغنا من هم هؤلاء الأشخاص الذي أشرتم إليهم سابقا بأنهم «وسوسوا» للرئيس أثناء اجتماع الكويت؟ هم أشخاص معروفون، وهم أنفسهم الأشخاص الذين يرتمون في أحضان الحوثي اليوم، الذين صمتوا عن جريمة اغتيال صالح، ويتباهون علنا بأن هناك مؤتمرا شعبيا عاما في الداخل بينما لا يوجد مؤتمر شعبي. قناة اليمن اليوم مادور «قناة اليمن اليوم» التابعة للمؤتمر الشعبي العام؟ هذه القناة الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام فاتحة على مدار الأيام الماضية البث للقران الكريم حزنا على مقتل صالح الصماد، بينما قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين وقنوات الحوثيين لا تفتح القرآن الكريم ولا هم يحزنون، أصبح بعض المؤتمريين في الداخل حوثيين أكثر من الحوثيين أنفسهم، وأنا حاليا بصدد إصدار كتاب وسوف يتضمن حقائق تاريخية. الصمت عن مهاجمة الحوثيين بعد تحالفكم مع الحوثيين تعمد عدد من القيادات الحوثية مهاجمتكم بقسوة لماذا التزمتم الصمت؟ نحن لم نلتزم الصمت، كانت هناك سياسة خاصة للرئيس السابق علي صالح وعارف والزوكا وبعض القيادات، كانوا يريدون فض التحالف من وقت مبكر جدا، ولكنهم كانوا يدركون، أن نتائج إعلان فض التحالف ستؤدي إلى حرب داخلية أهلية، وحاولوا كثيرا امتصاص الغضب، وكان هناك اجتماعات قبل اغتيال صالح منها اجتماع قبل قرابة ثلاثة أيام من اغتياله مع قيادات عليا، قال لهم صالح لقد صبرنا كثيرا بلغوا الحوثيين إن أرادوا شراكة فعلية لن تكون وزارة الخارجية سيادية ووزارة الداخلية سيادية والمالية سيادية وباقي الوزارات مشتركة والقرار جماعي واختيار رئيس للمجلس السياسي بديلا لصالح الصماد، والالتزام بكافة بنود اتفاقية التحالف، وإلا فسوف نعلن فض الشراكة، ولذا قام الحوثيون بحشد قواتهم حول منزل صالح، هناك أسماء شخصيات طلبوا مني عدم ذكرهم. رفض مساعي السلام تردد الرئيس صالح مرارا على السفارة الروسية في صنعاء ماذا كان يريد من تلك الزيارات؟ طبعا كانت هناك زيارات متواصلة ليس مع الروس فقط، وهناك تحركات دولية جميعها مساعي للسلام، كان يمد يده للسلام وبالمقابل كانت العصابات الحوثية تحرص على إفشال أي شيء يساعد للسلام، كنت حاضرا مع وفد المجتمع الشعبي العام في جنيف 2، وساهمت بإعداد المبادرة الوطنية للحل، وكان وفد المؤتمر حريصا على المبادرة لتحقيق السلام، وكان الحوثيون يعيقون أي شيء ويرفضون تسليم الصلاحيات والانسحاب من المؤسسات الحكومية، وكانوا يرفضون أن يكون معهم شريك، تلك العصابة مسيطرة على كل شيء، أتابع المبعوث الأممي الجديد لديه طموح وآمال للوصول إلى حلول ولكن أقول له إن محاولاته ستكون عبثا. فض الشراكة الرئيس السابق علي صالح أعلن فض الشراكة عبر قناة اليمن من داخل صنعاء، من أشار عليه بذلك؟ طبعا في يوم ذلك الإعلان وقبلها بخمسة أيام منذ محاصرة الحوثيين لنا، لم يكن مع صالح في بيته إلا خمسة فقط من قيادات المؤتمر، لا أتكلم عن قيادات عسكرية ولكن عن قيادات المؤتمر فقط، ولذا ستعرف من هم الخونة، هؤلاء الخمسة ظلوا معه في البيت خمسة أيام وهم الشهيد عارف الزوكا، ومحمد القوسي وزير الداخلية السابق، ومحمد جليدان وزير الاتصالات، وعبدالله أبو حورية نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، وخالد الديني عضو المجلس، والثلاثة الذين ظهروا في الميدان، قاسم الكسادي الذي كان يمسك جبهة جنوب العاصمة في تبة، وتوفيق صالح الذي واجه حتى نهاية الذخيرة، والشيخ ناجي جمعان الذي قتلوا اثنين من أولاده شمال العاصمة، واستطاع أن يقطع الطريق على الحوثيين، ومبخوت المشرقي الذي فجروا منزله في عمران، هؤلاء هم الذين ظهروا وأولئك الخمسة الذين كانوا مع الرئيس السابق، وبالتالي كان القرار لمن حضر وغيرهم كثير، وهناك من هو شريك خائن في قتل علي صالح وعارف الزوكا، الشركاء سيأتي فضحهم وهناك خونة استلموا السلاح والمال وتركوا الرئيس السابق بمفرده. حقيقة نفوذ صالح هناك اتهامات بأن علي صالح سلم العلم للرئيس هادي ولكنه لم يسلم باقي القطاعات والوزارات وخاصة الدفاع ماهي حقيقة الأمر؟ إلى اليوم هؤلاء لا يزالون يدندنون على هذا الشيء، لو كان علي صالح سلم العلم كما يقولون لما قُتل، كل شيء أمام أعين الناس، كل شيء كان بيد الرئيس هادي، وأنا تكلمت مع صالح مرارا وقال لي أنا سلمت كل شيء، أعتقد أن هناك أشياء لا يعرف أي أحد مصيرها، ولكن علي صالح سلم كل شيء، والدليل على ذلك أنه اغتيل، ولو كان عكس ذلك لما استطاعوا اغتياله أو حتى الوصول إليه. تحالف صوري يشاع أن علي صالح ساعد الحوثيين على دخول صنعاء والسيطرة عليها وتسهيل مرورهم من النقاط والتنسيق مع المشايخ، كيف تقنع الناس بعكس ذلك؟ أنا حريص خلال هذه المرحلة على عدم فتح المواجع، وتقريب وجهات النظر، من أجل الاصطفاف الوطني، ولكنني أجد نفسي مضطرا للإجابة على سؤالك، علي عبدالله صالح ليس هو من خرج إلى عمران لاستقبال الحوثيين، وعودة عمران إلى أحضان الجمهورية، كما أنه لم يجتمع بأعضاء اللجنة العامة في بيت الرئيس عبدربه منصور هادي يوم 22 سبتمبر 2014، هذا الاجتماع الذي حضره أعضاء اللجنة الدائمة برئاسة هادي عقد في منزله في اليوم الثاني لسقوط صنعاء، بغياب أربعة من أعضاء اللجنة العامة، وقال لهم بالحرف الواحد «أنا قلت للحوثيين أن يحاصروا عمران من ثلاث جهات، واتفقت معهم على هذا الكلام، ولكنهم حاصروها من أربع جهات ولم يصدقوني، بعدين اتفقت معهم على دخول صنعاء فقط للفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان، ودخلوا وشالوا صنعاء كلها أنا ما عادني بصدقهم بعد اليوم، فالرئيس علي صالح لم يتحالف مع الحوثيين بعد ذلك إلا مجبرا، من أدخلهم إلى صنعاء واضحة وهناك معلومات مؤكدة سأكشفها وأقولها لك، منذ تحركهم من دماج وحتى وصولهم صنعاء، كان السلاح يصرف للحوثيين من خزينة الدولة بتوجيهات من الرئيس هادي، مثلما كان يصرف لأولاد الأحمر، كان هناك مخطط وهو لم يدير العملية كما ينبغي، كان هادي يريد التخلص من الإخوان بواسطة الحوثيين، وبعد أن يتخلص من الإخوان يتخلص من علي صالح عن طريق الحوثيين، علي صالح كشف المؤامرة واضطر للتحالف مع الحوثيين، وهنا أحد الأسباب خاصة بعد قصف منزله وقالها حينها من فوق الأنقاض وكنت حينها موجود، لولا إرادة الله لكنت قتيلا بسبب تلك الصواريخ، وسيارتي مدمرة وأصبت بالسكر بعد ذلك، بعد إلقاء كلمته غادر مباشرة، وأنا دخلت القصر وتم إطلاق صواريخ ونجاني الله، حيث إن البث عبر قناة اليمن اليوم مكتوب»مباشر«بينما هو»مسجل«، التحالف بين صالح والحوثيين كان صوريا فقط»
استغلال التواجد بالكويت كيف كان التحالف صوريا وضح لنا؟ طبعا تم التوقيع على ذلك التحالف أثناء مفاوضات الكويت، فقبل اغتيال صالح ورفيقه عارف الزوكا كنت أقول للزوكا خرجونا من التحالف مع الحوثيين، فكونا من هذا التحالف، الناس تهاجمنا، ورد الزوكا قائلا: يا محمد أنا كنت في الكويت وأبلغت بالتوقيع على الاتفاقية قبل نصف ساعة من توقيعها، والحوثيين لهم سنة ونصف السنة يطردون خلفي علشان أوافق على التحالف وأنا رفضت، والزعيم رافض نفس الشيء، ولذا استغلوا وجودنا في الكويت فوسوس الشيطان، وتمكن أُناس خونة على صلة قريبة من صالح من إقناعه بالتحالف مع الحوثيين، وحصل التحالف، وكان صوريا كل شيء بيد الحوثيين لا يوجد للمؤتمر أي قرار ولا سلطة ولا وجود، الوزير المؤتمري يدخل الوزارة وفوق رأسه طاقم مشرفين حوثيين، إرادة الدولة يستلمونها الجيش بأيديهم، التعليم بأيديهم، في إحدى المرات أبلغت الرئيس السابق وقلت له إن الحوثيين يحرفون المناهج فقال لي المناهج خط أحمر، وهذه أحد الأسباب التي أدت إلى اغتيال صالح، لأنه تصدى لهم في الكثير من المواقف، ومنها إقامة الحوثيين دورات للجيش والأمن وتعديل المناهج واستغلال المساجد والمنابر، كان هناك مواجهة لجعل اليمن تحت إطار حكم ولاية الفقيه، وكانوا يقولون للرئيس صالح لماذا وكان يرد عليهم لابد أن أتشاور مع المسؤولين الكبار معي، ولكن ماهي حضرة عبدالملك الحوثي أن يوجه ويصدر الأوامر والتعليمات من صعدة. لقاء الحوثي كيف تم أول لقاء حوثي مع الرئيس السابق علي صالح، وهل التقى بعبدالملك الحوثي مباشرة؟ لا يوجد أي تواصل مباشر بين الرئيس السابق علي صالح، وبين المعتوه المسمى عبدالملك الحوثي، كان هناك لقاء واحد عبر شاشة تلفزيون وضحكت كثيرا من ذلك المعتوه الذي خصص جانبا من اللقاء ليشكي المحامي محمد المسوري لعلي صالح، اشتكى مني وكتاباتي وأنني أسعى لشق الصف وطلب مني التوقف عن الكتابة، وقال لي صالح ذات مرة إن صالح الصماد خرج من عنده غاضبا وقال إنه سيحبسني، وقلت للرئيس السابق حينها إن توقفوا عن الظلم والكذب والخزعبلات وولاية الفقيه فسوف أتوقف، ووجهني صالح بالتوقف. ما بعد التحالف هل بالإمكان أن تصف لنا مرحلة تحالفكم مع الحوثييين كيف كانت؟ يستخدمون أسلوب التقية ويُظهرون عكس ما يبطنون، هؤلاء حاولوا أن يكذبوا على الناس واستخدموا التضليل والكلمات الكاذبة، من أجل أن يسيطرون على كل شيء، واليوم علينا أن نستخدم الكلمة الصادقة من أجل تحرير الوطن منهم، علينا أن نسلك طريقا مخالفا لطريقهم، هؤلاء يستخدمون الكذب والتضليل بشكل جنوني، أنظر في مقتل صالح الصماد كيف فبركوا وزعموا أنه افتتح بعد مقتله أحد المصانع العسكرية بينما هو مقتول من خمسة أيام ضللوا خلالها الرأي العام بأكاذيب واضحة وصريحة، ولا يبالون بكذبهم ودجلهم. ويقيمون دورات دينية في المدارس والمستشفيات والأحياء والجامعات والمساجد يغسلون أدمغة الناس، مستخدمين أسلوبا منحطا وأوهاما كاذبة، ولذا الحسم ضروري معهم. إقصاء المؤتمريين بدأت القيادات الحوثية في فصل المؤتمريين من مواقع قيادية وتهميشهم وتعيين موالين لهم، لماذا صمت الرئيس السابق صالح؟ الإقصاءات وصلت لعشرات الآلاف، وكان هناك جنون في التعيينات الدنيا والعليا للحوثيين، وتضررت اليمن، والاستهداف والإقصاء لم يختصا بالمؤتمريين فقط بل شمل كل المكونات اليمنية، وأصبح كل أهالي صعدة موظفين وكل هاشمي موظف، وكل من يخدم أجندتهم، وللعلم أنا عينوني وكيل وزارة ولكنني رفضت، وإلى اليوم طُلب مني أن أبقى في اليمن على أن يسلموا لي بيتي وسيارتي مقابل أن أبيع وطني وشعبي وأظل عندهم. السيطرة على مفاصل الدولة * متى شعر الرئيس السابق بأن الحوثيين سيطروا عل كل مفاصل الدولة تماما؟ كانت هناك خيانات، البعض من حوله كان يقول له إن الحوثيين طيبين ولهم مشروع دولة وهم لا يفكرون بأنفسهم، وكان البعض يقول للرئيس إن هؤلاء يعملون بشكل خطير جدا، وتم تنبيهه وتحذيره منهم، وأنهم يعملون على شراء الذمم، لقد صرفوا 16 مليار ريال يمني في يوم اغتياله، وزعوها على المشايخ لكي يتوقفوا عن القيام بواجبهم، إن الحوثيين يمتلكون مبالغ مالية كبيرة جدا، وفريق اليمن للسلام لدينا كشف وثيقة تؤكد الدعم القطري، فالدوحة ساهمت بشكل كبير في دعمهم.
نقاط أكد عليها المسوري - اليمن اليوم نسخة إيرانية بل ربما أسوأ - فريق اليمن للسلام كشف وثيقة تؤكد الدعم القطري - لقاء متلفز وحيد جمع علي صالح وعبدالملك الحوثي - الانقلابيون يستخدمون أسلوب التقية ويُظهرون عكس ما يبطنون - قنوات الحوثيين لا تفتح القرآن الكريم ولا هم يحزنون - هناك من هو شريك خائن في قتل صالح والزوكا - العصابات الحوثية تحرص على إفشال أي مساع للسلام