قتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الاثنين على أيدي المليشيات الحوثية، بعد ساعات من تفجير منزله وسط صنعاء. وقال مصدر مسؤول بالسفارة اليمنية في القاهرة ل"الرياض": إن صالح قتل في شارع الستين وهو في طريقه إلى منطقة سنحان قرب العاصمة صنعاء، كما استهدفت مليشيا الحوثي منزله في شارع صخر وسط صنعاء في عملية أخرى أسفرت عن تفجيره ما أدى إلى تدميره تماماً. وتشير المعلومات إلى مقتل القيادي المؤتمري ياسر العواضي فيما أصيب نجل صالح "خالد" وتعرض للاعتقال. وذكرت بعض المصادر أن صالح خرج مع عارف الزوكا ومحمد عبدالله القوسي وياسر العواضي، ومروا من شارع الستين جنوباً باتجاه طريق بلاد الروس سنحان، ولحق بهم الحوثيون ب20 طاقماً عسكرياً واشتبكوا معهم بالقرب من قرية ضبر خيرة، وقتل صالح وعدد ممن معه، مضيفين أن هناك شخصاً لم يقتل وتمكن من الفرار باتجاه قرية الجحشي بسنحان وقد يكون عارف الزوكا. ثم أخذ الحوثيون جثة صالح ومن معه إلى المستشفى العسكري، ولقيت عملية التمثيل بجثته استهجاناً كبيراً. وأكدت مصادر في حزب المؤتمر ل"الرياض" أن صالح تعرض للإعدام على أيدي الحوثيين. وبثت وسائل إعلام تابعة لمليشيا الحوثي مقطع فيديو يظهر الرئيس اليمني السابق جثة هامدة، ويتضح من خلال الفيديو أنه قتل برصاصة في الرأس وأصيب في الصدر والبطن أيضاً. ويأتي مقتل صالح بعد معارك عنيفة حصلت في صنعاء بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام، وذلك بعد انهيار التحالف الانقلابي، وإعلان صالح رسمياً أن حزب المؤتمر قرر فض الشراكة مع مليشيات الحوثي. وقال صالح -قبل مقتله- في رسالة وجهها إلى الشعب اليمني، إن ذلك جاء بعد "حماقات" ارتكبتها جماعة الحوثي التي تسببت في تجويع الشعب من أجل مطامعها الشخصية ورؤيتها الضيقة التي رسمتها لها إيران. كما جاء قرار صالح وحزبه لإنقاذ اليمن من مخططات تحاك ضده -حسب رسالته-، مشيراً إلى أن "ساعة الصفر قادمة" على صعيد المعارك في صنعاء. وحكم علي عبدالله صالح اليمن طيلة 33 عاماً أحكم خلالها قبضته على السلطة وناصب الحوثيين العداء، وشن حروباً ضدهم، قبل تنحيه في فبراير 2012 بعد 11 شهراً من الاحتجاجات ضد نظامه. وفي 2014، تحالف صالح مع الحوثيين المدعومين من إيران، قبل انهيار هذا التحالف قبل أيام. ومن المقرر أن يعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قريباً عن "عفو عام وشامل" عن كل من تعاون مع الحوثيين، ويعلن تراجعه عن ذلك، حسبما أعلن رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر. وجاء هذا الإعلان في خطاب ألقاه في عدن، وبعد أيام على انهيار التحالف بين الحوثيين وقوات صالح. وأمر هادي قوات الجيش بالتحرك نحو صنعاء ومساندة الانتفاضة ضد الحوثيين. ووجه هادي في اتصال مع نائبه علي محسن الأمر بفتح عدد من الجبهات لدخول العاصمة صنعاء أبرزها جبهة خولان، وسرعة تقدم الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية نحوها من عدة اتجاهات وجبهات لوضع حد لمليشيا الحوثي ومن يواليها ويمولها. واستعرت حدة المعارك في صنعاء بين قوات صالح والحوثيين، حيث يستخدم الحوثيون الدبابات في قصف الأحياء السكنية ونشروا قناصة أعلى المنازل والمباني المرتفعة. ولجأت المليشيات إلى استهداف المدنيين في الشوارع، بعد تضييق الخناق عليها، كما قام عناصرها باقتحام وتفجير منازل قيادات قبلية وأخرى موالية لحزب المؤتمر الشعبي في العاصمة صنعاء. بينما امتدت المواجهات إلى خارج العاصمة. وقصفت طائرات تابعة للتحالف تقوده السعودية مواقع للحوثيين في صنعاء لليوم الثاني على التوالي دعماً للانتفاضة. وسحبت مليشيات الحوثي جزءًا من قواتها من الجبهات في تعز والحديدة ونهم والجوف لتعزيز مقاتليها في صنعاء. وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن حدة القتال اشتدت في العاصمة اليمنية وبلغت أعداد القتلى والجرحى في ثلاثة مستشفيات ما لا يقل عن 125 قتيلاً و238 جريحاً خلال الأيام الستة الماضية. وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر يولاندا جاكميه: إن السكان محاصرون في منازلهم ويعاني الكثير منهم نقصاً في المؤن ولا يستطيع المرضى والمصابون والنساء الحوامل عادة الوصول إلى المستشفيات. في غضون ذلك، أكدت مصادر يمنية في صنعاء أن جماعة الحوثي التابعة لإيران بدأت بنقل أسر قياداتها العليا ووثائق وملفات من مجلسهم السياسي إضافة إلى مبالغ مالية من صنعاء إلى معقلهم الرئيسي بمحافظة صعدة. وأوضحت المصادر أن الجماعة نقلت أسرة عبدالكريم الحوثي، القيادي بالجماعة وأسر عدد من قياداتهم إلى صعدة، كما أنها قامت بتحميل ونقل وثائق وملفات من مجلسهم السياسي وكذا من منزل صالح الصماد في حي الجراف ومنازل أخرى على متن سيارات، ونقلت كميات ضخمة من الأموال (عملة صعبة)، من صنعاء إلى صعدة. وشهدت الساحة اليمنية مراشقات إعلامية بين حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه صالح وبين جماعة الحوثي، ففي حين زعمت جماعة الحوثي في بيان "مزور" أنه تم التوصل إلى صلح بشأن الأزمة الراهنة في صنعاء، خرج مصدر إعلامي في المؤتمر يؤكد أن عناصر تابعة للحوثيين اقتحموا مقر قناة اليمن اليوم واحتجزت الصحفيين العاملين فيها وأرغموهم على بث مواقف لا تعبر عن المؤتمر. وقال مصدر في الحزب: إن الحوثيين أرغموا أيضاً محرري موقع الحزب على نشر بيان كاذب باسم الحزب يظهر فيه الحزب بموقف الضعف والمتوسل للمصالحة مع الحوثيين، مؤكداً أن البيان لا يمثل المؤتمر وأن الانتفاضة مستمرة.