في وقت أعلنت السلطات الماليزية، مقتل محاضر فلسطيني يبلغ من العمر 35 عاما برصاص مجهولين في العاصمة الماليزية كوالالمبور، صباح أمس، كشفت حركة حماس رسميا أن البطش هو واحد من أعضائها، ووجهت الاتهامات إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» بالوقوف خلف هذا الهجوم. ويشير مراقبون إلى أن هذه العملية تعيد إلى الأذهان تفاصيل عملية اغتيال العالم التونسي المنتمي لحركة حماس، محمد الزواري، عام 2016، والذي عكف على تصنيع الطائرات المسيرة دون طيار، عقب أن نفذت فرقة من الموساد الإسرائيلي مخططا قبل 4 أشهر من اغتياله، وتم استخدام شركات تجنيد وأشخاص وهواتف للوصول إلى مقره، بحسب شهود وتقارير تونسية وفلسطينية. تفاصيل العملية من جانبها، قالت مصادر أمنية ماليزية، إن رجلين كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا 10 أعيرة نارية على البطش، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن جثة الضحية تحتوي على 4 رصاصات، وعثر على رصاصتين في موقع الحادث. وحدد السفير الفلسطيني لدى ماليزيا أنور الآغا فيما بعد هوية القتيل بأنه المحاضر الفلسطيني في مجال الهندسة فادي البطش، دون الإشارة إلى انتمائه لحركة حماس، إلا أن الأخيرة أصدرت بيانا نعت فيه القتيل. الانتماء لحماس في غضون ذلك، أفرد الإعلام الإسرائيلي تغطياته أمس حول العملية، وأكد أن البطش هو مهندس في حركة حماس، وخبير تصنيع طائرات دون طيار، ملمحة إلى دور الموساد في تنفيذ الاغتيال. وأشارت التقارير إلى أنه تردد في الآونة الأخيرة داخل الأوساط الإسرائيلية أن نشطاء وأعضاء من حركة حماس باتوا ينشطون داخل الأراضي الماليزية، في وقت لا يعترف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» عادة بعمليات الاغتيال التي ينفذها حول العالم. وفي وقت سابق، اتهمت عائلة الأكاديمي الفلسطيني الموجودة في قطاع غزة، الموساد الإسرائيلي، بالوقوف خلف حادثة الاغتيال. وحصل البطش على شهادة علمية في الهندسة الكهربائية من الجامعة الإسلامية في غزة أواخر عام 2009، وعقب ذلك تمكن من الحصول على الدكتوراه من جامعة «مالايا» الماليزية. عمليات مشابهة كانت حركة حماس وجهات قضائية وإعلامية تونسية قد اتهمت الموساد الإسرائيلي باغتيال العالم التونسي والمنتمي للحركة، محمد الزواري، عام 2016، حيث أصدر عميد قضاة التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب في تونس، بطاقتي جلب دوليّة في حقّ شخصين أجنبيين لهما ضلوع في عملية اغتيال الزواري، وذلك بعد التعرف عليهما والكشف عن هويتيهما، الأمر الذي يشبه إلى حد كبير اغتيال البطش، وتشابه الاختصاص العلمي والأنشطة الميدانية التي كانوا يعكفون عليها لصالح الحركة. وأكدت حماس حينها أن الزواري هو أحد أعضائها بشكل رسمي، ومتخصص في إنشاء وصيانة وتركيب الطائرات المسيرة دون طيار.