دعت أحزاب تونسية أمس، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للكشف عن ملابسات اغتيال المهندس محمد الزواري في محافظة صفاقسجنوبتونس الخميس، وذلك إثر بيان ل «كتائب عز الدين القسام» أعلنت فيه أن الزواري ينشط في صفوفها وهو أحد المشرفين على تطوير الطائرات من دون طيار التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية. وحملت حركة «الشعب» التونسية القومية المعارضة السلطات «مسؤولية كاملة في ما اعتبرته اختراقاً صهيونياً لسيادة البلاد»، ودعت إلى فتح «تحقيق جدي حول ملابسات جريمة الاغتيال الجبانة التي استهدفت شهيد المقاومة محمد الزواري، والتي تؤكّد كلّ الدلائل ضلوع العصابات الصهيونيّة في تنفيذها والتخطيط لها»، كما أفادت الحركة في بيان. أتى ذلك إثر اتهام حركة «حماس» إسرائيل بقتل المواطن التونسي محمد الزواري الذي وصفته بأنه «قيادي في كتائب القسام وخبير طائرات من دون طيار»، وأوردت «حماس» أن الزواري التحق بصفوفها قبل عشر سنوات متعهدة بالانتقام لمقتله. وقُتل المهندس محمد الزواري (49 سنة) الخميس، داخل سيارته أمام منزله في مدينة صفاقس، ثانية كبريات المدن التونسية، وأعلنت النيابة العامة التونسية إيقاف 8 مشبوهين بالضلوع في اغتياله، فيما تتواصل التحريات للبحث عن شخصين آخرين. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان، أن امرأة تونسية ألقي القبض عليها في مطار قرطاج في العاصمة للاشتباه في تورطها بعملية الاغتيال، كما أعلنت حجزها أربعة سيارات مستأجرة، إضافة إلى مسدسين مزودين كاتمين للصوت. وأوردت السلطات القضائية التونسية أن المرأة الموقوفة تعمل صحافية (من دون ذكر في إي وسيلة إعلام تعمل) وكانت أجرت في وقت سابق مقابلة مع الضحية. ونفت زوجة محمد الزواري علمها بانتماء زوجها إلى «حماس»، معتبرة أن المهندس الزواري «رفع رأس العرب والمسلمين». وأكدت زوجته، وهي سورية الأصل ومقيمة في تونس منذ 2011، بأن زوجها «لم يتحدث يوماً عن علاقته بحركة حماس أو أي منظمة فلسطينية»، مشيرة إلى أنه يعمل منذ عودته إلى تونس على صناعة الطائرات من دون طيار بالإضافة إلى تعليم الطلاب هذه الآليات «لتستفيد منها تونس»، كما قالت. ووُلد المهندس الزواري العام 1967 في صفاقس، حيث درس الهندسة وعُرف بنبوغه العلمي، وغادر تونس مطلع التسعينات اثر تضييق من السلطات على خلفية نشاطه في صفوف الطلبة الإسلاميين في الجامعة التونسية وذهب إلى ليبيا ومنها إلى السودان قبل أن يستقر في سورية. وبعد إطاحة نظام زين العابدين بن علي في 2011، عاد الزواري إلى تونس وعاش في منزل والده برفقة زوجته السورية إلى أن تم اغتياله. وهو رأس جمعية الطيران في الجنوب، التي كانت تدرب الشباب التونسي على تصنيع هذه الطائرات. وعلى رغم نشاط محمد الزواري السابق في صفوف الإسلاميين، فان حركة «النهضة» الإسلامية (المشاركة في التحالف الحكومي) نفت أن يكون أحد أعضائها. ويقول مقربون من الزواري إنه عُرف باستقامته وكتمانه أسراره وحذره الشديد. وكتب محرر الشؤون العسكرية والأمنية في صحفية «يديعوت أحرونوت» العبرية آليكس فيشمان، أنه «بعد ساعات من التصفية (الزواري)، كان بوسع سلطات الأمن التونسية أن تبلغ عن وضع اليد على سيارات هرّبت المنفذين، وعلى الأسلحة وأجهزة الهواتف الخليوية التي عثر عليها داخلها». وأوضح: «من صفى الرجل أراد للجميع أن يعرف من أنهى حياته في مسقط رأسه، حيث اخترقت جسده ثماني طلقات. فضلاً عن ذلك، فإن مخططي التصفية أرادوا على ما يبدو أن تكشف حماس نفسها عن نشاط الزواري وأن تتهم الموساد بتصفيته». واعتبر فيشمان أن «نشر هذه التفاصيل عنصر ردع في الحرب» على ما وصفه ب«الإرهاب»، والتي «تدور رحاها ليس فقط على طول الحدود، بل أيضاً على مسافة آلاف الكيلومترات».