أدى تحذير الاختصاصيين من خطر السمنة، حيث يمكن أن تتسبب في مضاعفات خطيرة ومنها أمراض القلب والسكري، واعتبار البدين مريضا إلى تشكل نظرة خوف من زيادة الوزن للكثيرين، وقد دفع ذلك هؤلاء لاتباع نظام رياضي وغذائي معين، البعض يتبع الأنظمة الصحية التي تتركز في الرياضة والحمية الغذائية، وتمكنوا من السيطرة على أوزانهم، ولكن ظل هاجس العودة إلى السمنة يطاردهم، فلجؤوا إلى ممارسات خاطئة للحفاظ على الوزن. تقول مها الشهري وهي متزوجة إنها عانت من مشكلة السمنة فترة طويلة من حياتها، حيث وصل وزنها إلى 120 كيلو جراما، وعمرها لم يتجاوز الواحد والعشرين، ثم قررت بعدها الخضوع لبرنامج رياضي وغذائي مطول، نزلت على أثره أكثر من 30 كيلو جراما، بعدها أصبح لديها خوف شديد من عودة وزنها للسابق، فأصبحت تكره الأكل، وإن أكلت تقوم بعمل تقيؤ إرادي للتخلص من أي أكل تناولته، لكي لا تشعر بالذنب تجاه ما تناولته. ويضيف عبدالله عامر وهو طالب جامعي في جدة أنه عاصر مشكلة السمنة مع أحد إخوانه ووالديه، حيث كانوا يعانون منها بصورة كبيرة، وتسببت لهم في أمراض متعددة، وبحسب ما سمع من بعض الأطباء فإن الشخص الذي يعيش في بيئة تعاني من السمنة قد يتأثر بأخطاء نظامهم الغذائي، أو قد يتأثر وراثيا من أقاربه ويكون عرضة للسمنة، ملفتا إلى أنه شعر بعدها بخوف، وأصبح يقلل كميات تناوله للطعام بصورة كبيرة، حتى انقطعت شهيته للطعام، وأضحت معدته لا تتقبل الطعام الدسم والثقيل. وتضيف عبير الغامدي وهي أم "ابني البالغ من العمر 14 عاما كان سمينا بنسبة بسيطة، حيث أوصى الطبيب بضرورة إنقاص وزنه خمسة كيلو جرامات، وحين كنت أقنن غذاءه تجاوب معي حتى وصل للوزن المثالي، وبعدها استمر في ابتعاده عن الطعام، بل أصبح يكرهه، ويعاني من خوف شديد من أن يزيد وزنه، ويعاند، ولا يتناول الطعام بشكل منتظم، ولا يتناول الأكل إلا بالتشديد على تناوله، كما أصبح يقوم برياضات عنيفة جدا تسببت له بمشاكل عضلية كثيرة. ومن جانبها تقول أخصائية التغذية بجدة إيمان الأيوبي أن مشكلة انقطاع الشهية المرضي يعاني منها الأشخاص النحيلون أو شديدو النحافة، ومن مروا بتجربة السمنة ونقصت أوزانهم، أو من يعاصرون مشاكل شخص سمين من أقاربهم أو أصدقائهم أو الأزواج مع زوجاتهم والعكس، وأكثر ما يخافون منه هو مضاعفات السمنة من أمراض ونظرة اجتماعية وغيرها. وأضافت أن معظم من يعانون من هذا المرض هم النساء والفتيات من عمر 17 و18 إذ يتأثرن برغبتهن في تحسين مظاهرهن والظهور كعارضات الأزياء، أو رغبة منهن في ارتداء ملابس جديدة، وموديلات متنوعة كصديقاتهن. وعن أعراض هذا المرض بينت الأيوبي أن أعراضه هي نقصان واضح في الشهية يصل إلى كره الطعام، وعدم القدرة على تناوله، بالإضافة إلى سلوكيات مرضية كالتقيؤ الإرادي، أو عمل الرياضات العنيفة وغير ذلك، ولكل هذه الأمور مضاعفات صحية سيئة على المريء ورأس المعدة، فكما أن الشراهة الزائدة مرض، أيضا نقصان تناول الطعام مرض. ولفتت الأيوبي إلى أن المسألة بحاجة إلى موازنة في تناول الطعام، بحيث نقلل من الكربوهيدرات والسكريات، ونكثر من الفواكه والخضروات والأطعمة المفيدة. وأضافت "لكي نقلل من السمنة في المجتمع السعودي علينا تغيير بعض العادات الاجتماعية السلبية كعزائم العشاء التي يتم فيها تناول خرفان وأرز ودهون وحلويات بكميات كبيرة، مع أن تناول الطعام الثقيل والدسم سلوك غير صحي، بالإضافة إلى ضرورة تقنين مسألة تناول الطعام من خارج المنزل، وعدم الاعتماد على وجبات الفاست فود، وبذات الوقت لا نحرم أنفسنا منها بل نجعلها مرة في الأسبوع حتى لا يشعر الفرد بشراهة في تناولها إذا حرم منها.