مفاوضات مضنية يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الشركات الأميركية وشركات الطاقة فيها، قطعت شوطا كبيرا، واقترب الجانبان من التوصل لاتفاق شراكة تقوم بموجبه شركات أميركية مختصة بمهمة تخصيب ما تحتاج إليه المملكة من اليورانيوم داخل الأراضي السعودية، بإشراف سعودي وفقا للقوانين الدولية المنظمة لذلك. تجدر الإشارة إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أكد الأسبوع الماضي في سياق حديثه لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن المملكة تمتلك مخزون يورانيوم يقدر بأكثر من 5% من إجمالي احتياطيات اليورانيوم في العالم، وتعمل المملكة للوصول إلى القدرة على تخصيب اليورانيوم؛ لاستخدامه في مفاعلات الطاقة بدلاً من شرائه من الخارج. وكشف ولي العهد خلال المقابلة بصراحته المعهودة عن ملامح خارطة المستقبل للمملكة وآليات العمل على استغلال كافة ثروات الوطن من أجل المضي قدما نحو تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، حيث شدد على ضرورة استثمار مخزون المملكة من اليورانيوم، وبحث الخطط الحالية والمستقبلية من أجل تطور استخداماتها للطاقة النووية، وتدشين عصر تخصيب اليورانيوم، ضمن مشروع وطني طموح للاستفادة من الطاقة النووية في الأغراض السلمية. كما أكد الأمير محمد بن سلمان أن المملكة منفتحة على وضع قواعد وقوانين للتأكّد من عدم إساءة استخدام اليورانيوم المخصب، مشيراً إلى أن عدم استخدام السعودية مخزونها من اليورانيوم يشبه عدم استخدامها للنفط. مشروع الطاقة النووية أكد وزير الخارجية عادل الجبير في تصريحات صحفية أن السعودية عازمة على تخصيب اليورانيوم محليا، مشيرا إلى أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأميركية حول ذلك، فستستثنى الشركات الأميركية من المنافسة على تنفيذ المشروع. إلى ذلك تتواصل الجهود السعودية لإنجاز مشروع الطاقة النووية، حيث انتهت المملكة من الاتفاق على بناء مفاعل نووي عام 2018 كأول مفاعل نووي، إضافة للاستمرار في استكشاف المناطق الغنية باليورانيوم في المملكة.
مصادر طاقة بديلة أكد مراقبون أن السبب وراء التحركات السعودية للحصول على القدرة لتخصيب اليورانيوم في هذا الوقت يعود لعدة عوامل، أبرزها وجود حاجة ملحة لإيجاد مصادر طاقة بديلة عن النفط الذي يقدر أن تبدأ مخزوناته في جميع الدول المنتجة في العالم بالتراجع بدءا من عام 2030 وتوقعات بانتهائها مع العام 2040، إضافة إلى توقعات بارتفاع أسعار اليورانيوم مستقبلا، مما يفتح المجال لاستغلال المخزون السعودي من اليورانيوم الكبير في التجارة، حيث كشف عدد من كبريات شركات تجارة اليورانيوم في العالم عن إغلاق عدد من المناجم لخفض إنتاجها، من أبرزها شركة «كاميكو» التي أعلنت نهاية 2017 عن تعليق عملياتها في منجم «نهر ماك أرثر» في كندا، فضلاً عن تخفيضات ضخمة على مدى ثلاث سنوات أعلنتها كازاتومبروم» المملوكة للحكومة الكازاخستانية. أسعار اليورانيوم أشار تقرير ل«أويل برايس»، إلى وجود مؤشرات إلى حدوث تغيير كبير مرتقب يدفع أسعار اليورانيوم للارتفاع، خصوصاً مع إعلان أكبر الشركات المنتجة لليورانيوم في العالم خفض إنتاجها في عام 2018 بشكل كبير جدا، إذ من المتوقع أن يدفع خفض الإنتاج إلى رفع أسعار اليورانيوم في نهاية المطاف على المدى المتوسط إلى 20 دولاراً للرطل وربما إلى 30 دولاراً. وتعد مستويات مخزون اليورانيوم مصدر قلق عالميا، حيث تتراوح إجمالي مخزونات اليورانيوم بين 800 إلى 1200 مليون رطل تحتفظ المرافق بحوالي 700 إلى 800 مليون رطل منها. وتذهب توقعات «كانتور فيتزجيرالد» للعام القادم إلى سعر 31.25 دولاراً للرطل، محققاً مزيداً من المكاسب في 2019، وبحلول 2020 ستستعيد مستوى 40 دولاراً، فيما تظل التنبؤات بوصول الأسعار على المدى الطويل إلى 80 دولاراً للرطل دون تغيير.
01 5 % من مخزون اليورانيوم في العالم بالمملكة 02 تتراوح مخزونات اليورانيوم في العالم بين 800 إلى 1200 مليون رطل 03 توقعات بارتفاع أسعار اليورانيوم إلى 30 دولاراً للرطل 04 بحلول 2020 سيستعيد اليورانيوم مستوى 40 دولاراً