لم ينتظر الدولي الأسترالي مارك ميليجان كثيرا لكسب ثقة جماهير ناديه الجديد الأهلي، وكانت 405 دقائق لعب بقميص الراقي كافية للتأكيد على وضعه كأحد أبرز صفقات الأندية السعودية في الفترة الشتوية، وتركت تلك البداية انطباعا إيجابيا لدى اللاعب نقله موقع «THE ASIAN GAMES» الأسترالي الذي تحدث مع ميليجان عن تفاصيل تجربته السعودية منذ قدومه إلى جدة في يناير الماضي. عوامل رئيسية جاء خبر رحيل ميليجان بمثابة صدمة لأنصار فريقه السابق ملبورن فيكتوري كقائد مؤثر ورقم صعب حتى مع منتخب بلاده، وأعتقد الجميع هناك أن المال لعب دوره في ذلك (مليون دولار تقريبا)، بيد أن ميليجان أكد أن سمعة ناديه الجديد هي من أغرته للانتقال «حجم هذا النادي والحماس البالغ الذي أظهروه لكسب خدماتي وراء اختياري الانتقال، عندما تشعر بأن هناك من يسعى خلفك بهذه الجدية تدرك على الفور أنهم يضعون آمالا عريضة لإنجاز شيء.. نحن حاليا ما زلنا ننافس على كل الألقاب.. أعتقد من الصعوبة بمكان رفض التواجد مع فريق كبير كهذا في الشرق الأوسط وآسيا».
جماهير مدهشة قبل قدومه للأهلي، اعتاد ميليجان (32 عاما) اللعب أمام حشود جماهيرية كبيرة مع فريقه السابق، مع ذلك وفي مباراته الأولى بقميص الأهلي رأى ميليجان بنفسه حجم الدعم الجماهيري في المنطقة، مبينا «ربما لحسن حظي أن أول لقاء لي في الدوري كان «الديربي» ضد الاتحاد وتواجد ما يقارب 50 ألف مشجع في المدرجات، إنه أمر لا يصدق وتجربة رائعة لي. كنت محظوظا بلعبي على أرض هذا الملعب من قبل مع أستراليا ضد السعودية، إلا أن الشغف والإحساس يختلفان قليلا عندما يتعلق الأمر بالتنافس بين الأندية، الجماهير مدهشة وتملك تطلعات عالية بنجاح ناديهم، وهذه الضغوط تعجبني كثيرا».
أجواء إيجابية منذ نزال «الديربي» خاض ميليجان مع الأهلي مباراتين في الدوري ومثلها قاريا، وهي فترة بدت كافية ليعطي صورة أكثر وضوحا لمواطنيه عن فريقه الجديد الذي يقوده مدرب صاحب سمعة عالية في أوروبا، «كما ذكرت مسبقا بأنهم فريق كبير جدا في المنطقة وينافس بقوة على الألقاب، أعتقد حاليا أن 10 أو 11 من عناصره يمثلون دوليا بجانب وجود محترفين أجانب جيدين للغاية، ولا شك أن نجاح المنتخب السعودي والذي يضم من فريقي أكثر من عنصر، في التأهل لمونديال يمنحك أجواء إيجابية ليس فقط في الأهلي، بل أيضا في كرة القدم هناك، وذلك سبب كاف دفعني للحضور إليهم».
منافسة قائمة يملك الأهلي هذا الموسم أهدافا في أكثر من اتجاه، بينها بالتأكيد اللقب الآسيوي الذي حملته فيها الأسبوع الماضي، خاصة أن الأندية السعودية لديها نجاحات سابقة في هذه المسابقة، وهذا ما يدركه ميليجان جيدا «حظوظ المنافسة لا تزال قائمة في جميع البطولات، اللاعبون متحمسون للغاية للقيام بعمل جيد في دوري الأبطال، فعلوا ذلك في النسخة الماضية وكانوا على مقربة من بلوغ نصف النهائي، وثقتهم بأنفسهم والطموحات أعلى هذه المرة، والفريق يملك تشكيلة قوية جدا في هذه اللحظة، وأي مدرب سيجد صعوبة في اختيار الأفضل بينهم». أصداء واسعة ترك انتقال بعض لاعبي المنتخب السعودي إلى إسبانيا لتحضيرهم للمونديال صداه في أستراليا، بيد أن ميليجان عاش بنفسه ردة الفعل تجاه تلك الخطوة في السعودية، مؤكدا «لمست ذلك بالفعل، والجميع هنا يأمل أن ينجح اللاعبون في الظهور بشكل جيد. أعتقد أن المسؤولين هنا سيقومون بكل ما يستطيعون لتقديم العون، وبالنسبة لنجاحهم من عدمه ولأكون صادقا لم أسمع عنهم حتى هذه اللحظة كوني وصلت مؤخرا، بيد أن مجرد تواجدهم في بلد كروي كإسبانيا فكرة مثيرة وسيتعلمون الكثير»، مضيفا «السعوديون وكما فعلوا في التصفيات، يتعاملون مع مشاركة المونديال بجدية بالغة».
تأكيد مونديالي منذ وصوله إلى السعودية سمع ميليجان من زملائه اللاعبين، وإن من غير قصد، الكثير من الأمور الجيدة عن مدرب «الأخضر» السابق ومنتخب أستراليا حاليا الهولندي «فان مارفيك»، ويقول «من المهم جدا تعيين مدرب بهذه السمعة، كنت محظوظا هنا خلال الأسابيع الماضية بسماع عبارات الثناء عن عمله بشكل لا يصدق»، ويؤكد ميليجان (64 مباراة دولية) أن «الأمر مرهق نفسيا مع أي مدرب جديد، بالنسبة لي أريد التأكد من أنني سأكون جزءا من مخططه في المونديال، وآمل الاستمرار في اللعب بشكل جيد مع الأهلي في الفترة المقبلة، وأن يترجم ذلك التوقيت بتواجدي مع الفريق الوطني».