بينما طالب السفير الأميركي الجديد إلى أستراليا، هاري هاريس، سلطات بلاده بالاستعداد لخوض حرب محتملة مع الصين، باعتبار أن الأخيرة تستمر في تعزيز قدراتها العسكرية، قالت تقارير دولية مطلعة، إن بكين تسعى لتسوية خلافاتها مع واشنطن في عدة جوانب، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية تعتبر الصين خصما لها، لكن لا يمكن مقارنته بالخصم الروسي من عدة نواح. وكانت محادثات رفيعة المستوى أجراها عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جي تشي، في العاصمة واشنطن في مستهل الشهر الجاري، لمحاولة طمأنة الأميركيين إزاء الاتهامات الموجهة للصين ببناء ترسانة من الأسلحة النووية، وانتهاج سياسة تصدير تدمر الشركات الأميركية. حيادية بكين أوضح محللون إستراتيجيون، أن الرغبة الصينية في تجنب التصعيد مع الولاياتالمتحدة يرجع إلى عدة أسباب، أهمها أن بكين تؤمن بفكرة المنافسة السلمية البعيدة عن الحروب والنزاعات، إلى جانب أن التوتر الصيني الأميركي يمكن أن يشعل فتيل حرب اقتصادية تؤثر على المنطقة والعالم بأسره، فضلا عن عدم خوض الصين الحروب بالوكالة في مناطق النزاع التي تتنافس فيها روسياوالولاياتالمتحدة، وأهمها منطقة الشرق الأوسط. ويؤكد الباحثون أن الحكومة الصينية لا يمكنها أن تدخل في صراع بين الولاياتالمتحدةوروسيا في حال نشبت أزمة بينهما، خاصة في ظل التوترات التي تشهدها الجبهة السورية بين حين وآخر، وأزمة العقوبات الأميركية ضد روسيا بسبب أزمة شبه جزيرة القرم. توجسات أميركية يأتي ذلك في وقت شن فيه المسؤولون الأميركيون هجوما لاذعا ضد الصين، متهمين إياها ببناء 7منشآت عسكرية في الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وقال الأميرال هاري هاريس، الذي يشغل منصب قائد القيادة العسكرية الأميركية في المحيط الهادي، إن الجيش الصيني في المستقبل القريب سينافس الجيش الأميركي في جميع المجالات، داعيا سلطات بلاده إلى بذل قصارى جهدها لتجنب الحرب، إلا أن هذا لا يغني عن ضرورة التحضير لها. وكانت الإدارة الأميركية قد رفعت ميزانية النفقات العسكرية لعام 2019 ضمن مقترح مشروع الموازنة، مقابل خفض الدبلوماسية الأميركية، مما يعني تركيز إدارة ترمب على الإستراتيجيات العسكرية لمواجهة المنافسة الصينية الروسية.