دعا وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر خلال منتدى شانغري- لا السنوي للأمن الإقليمي في سنغافورة، إلى تعاون عسكري أكبر مع الصين، لكنه حذّر بكين من خطر مواجهتها «عزلة» إذا واصلت عمليات إنشاء جزر اصطناعية في بحر الصينالجنوبي الذي تطالب بالسيادة عليه بالكامل تقريباً، ما يثير استياء دول مجاورة مثل فيتنام والفيليبين وبروناي وماليزيا. وشدد كارتر على أن الولاياتالمتحدة «ستظل صاحبة أقوى جيش في العالم والضامن الرئيس للأمن الإقليمي لعقود، وستواصل نهج الالتزام والقوة والدمج في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي تضم حوالى نصف سكان العالم ونحو نصف الاقتصاد العالمي، وتبقى الأكثر أهمية لأمن أميركا وازدهارها». وكانت واشنطن أرسلت مرات سفناً حربية عبرت قرب جزر تسيّطر عليها الصين. وهي تؤكّد ضرورة ضمان حرية الملاحة في مياه بحر الصينالجنوبي الإستراتيجية التي تعبرها طرق مهمة للشحن ونقل المحروقات، وترى أن الخلافات على السيادة يجب أن تُحل بطرق ديبلوماسية، وليس عبر سياسة الأمر الواقع التي تتبعها الصين. وردّ نائب رئيس الوفد الصيني الى المنتدى الأميرال غوان يوفي الذي يرأس المكتب الصيني للتعاون العسكري الدولي، بأن «تصريحات وزير الدفاع الأميركي تعكس عقلية حرب باردة، وأي محاولات من الولاياتالمتحدة لعزل الصين ستفشل». وزاد: «هذا وقت التعاون والأمن المشترك، وتحيّز الولاياتالمتحدة لطرف محدد لا يحظى بموافقة دول عدة نأمل في أن تستمع إليها». وقال كارتر الذي حضر المؤتمر الأمني التزاماً بقرار واشنطن الإستراتيجي إيلاء مزيد من الاهتمام لآسيا: «تريد الولاياتالمتحدة توسيع الاتفاقات العسكرية مع الصين ليس فقط للتركيز على الحدّ من الأخطار، بل على التعاون أيضاً، إذ يمكن أن يعمل جيشانا معاً، على المستوى الثنائي أو في إطار شبكة أمنية مبدئية، لمواجهة تحدّيات مثل الإرهاب والقرصنة في آسيا والمحيط الهادئ وحول العالم». واستدرك أن «الشبكة الأمنية قد تساعد أيضاً في الحماية من تحرّكات روسيا المقلقة»، محذّراً من إن أي تحرّك صيني للمطالبة بأراضٍ في رصيف سكاربرا المرجاني، وهي منطقة مهمة على سطح البحر المتنازع عليه، «سيتسبب في ردّ من الولاياتالمتحدة ودول أخرى في المنطقة ولن يزيد التوترات فقط بل يؤدّي إلى عزل الصين أيضاً». وأصرّ الأميرال هاري هاريس، قائد القيادة الأميركية في المحيط الهادئ، على ضرورة عمل واشنطن من موقع القوة في مواجهة «الاحتمالات كلها»، مضيفاً: «يجب أن يستعد الجيش الأميركي لمواجهة الصين إذا اضطرّ لذلك». وأعلن وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني إن طوكيو ستساعد دول جنوب شرقي آسيا في بناء قدراتها الأمنية ل «التعامل مع التحرّكات الأحادية والخطيرة التي تنطوي على إكراه في بحر الصينالجنوبي»، كاشفاً عن أن بلاده اتفقت مع كوريا الجنوبية على إنشاء خط اتصال مباشر بين وزارتي الدفاع، مع تزايد التوترات في المنطقة منذ مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي، حين أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية الرابعة. وصرّح وزير الدفاع الهندي مانوهار باريكار، بأن «دول المنطقة تحتاج إلى إدراك أن السلوك العدائي أو التصرفات الأحادية لأي دولة ستعرّض للخطر الازدهار الذي نتشاركه ومعدّل النمو الذي تمتعت به المنطقة خلال عقود». أما وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين، فقال: «التشكك في المسار المستقبلي الذي تعتزم الصين انتهاجه في المنطقة سبب رئيس للقلق من نشوب منافسة عسكرية محتملة الآن، أو في المستقبل».