انتقد رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت في أول خطاب له شريكه حزب المؤتمر الوطني بعد تنصيبه كأول رئيس منتخب منذ استقلال السودان، فيما أبدى استعداداً للتعاون مع "الوطني" من أجل الوحدة التي "تقف على المحك". إلى ذلك أعربت الأممالمتحدة عن قلقها من تردي الأوضاع الأمنية في إقليم دارفور المضطرب وتجدد القتال وفقدان الثقة بين أطراف النزاع في وقت وجهت فيه الخرطوم رسائل لكل دول الجوار تطالبها بعدم استقبال رئيس حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم. وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد إن السودان "ينتظر من ليبيا خطوة إيجابية إضافة إلى دعم مسار السلام في دارفور وذلك بحمل خليل على التوجه فورا للدوحة واستئناف المحادثات واستكمال العملية السلمية تحقيقا للسلام الشامل المستدام في دارفور". ونصب برلمان جنوب السودان أمس الفريق سلفاكير أول رئيس منتخب للجنوب منذ استقلال السودان في عام 1956 بعد أن حصل على نسبة 92% من أصوات الناخبين في انتخابات أبريل الماضي. وشارك في التنصيب كل من الرئيس الأوغندي يوري مسوفيني ونائب رئيس كينيا ورئيسها السابق دانيال أروب موي، وممثلون لدول إريتريا وإثيوبيا ونائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه. وعقد مجلس تشريعي الجنوب أول جلسة له اختار عبرها نائب رئيس الحركة جيمس واني إيقا رئيساً للمجلس. ثم أدى سلفاكير اليمين الدستوري، وتعهد خلال خطابه بتنفيذ اتفاق السلام الشامل وترسيم حدود الشمال والجنوب خلال ثلاثة أشهر. كما تعهد بتحقيق مصالحة في الجنوب بين الجنوبيين وخلق استقرار كامل. ووجه سلفاكير اتهامات لجهات خارج الجنوب "تعمل على خلق اضطرابات في الإقليم من أجل السيطرة على موارده بما في ذلك النفط". وحول الوحدة مع الشمال رأي سلفاكير أنها "على المحك بعد أن عملت الحركة الشعبية لتحقيق الوحدة باعتبارها الخيار المفضل لكن المؤتمر الوطني لم يعمل ما كان يجب فعله من أجل ذلك". لكنه التزم بالتعاون مع المؤتمر الوطني في حملته للوحدة الجاذبة التي أعلن عنها بعد فوز الرئيس عمر البشير بانتخابات الرئاسة. إلى ذلك قال رئيس بعثة الأممالمتحدة في السودان والاتحاد الإفريقي إبراهيم قمباري أمام مجلس الأمن، إنه على الرغم من إحراز بعض التقدم في إقليم دارفور، إلا أن الاشتباكات بين الحكومة والفصائل المسلحة ما زالت مستمرة مع مقتل المدنيين أو تشردهم وتعرض العاملين الإنسانيين إلى الاعتداءات. وأكد قمباري على أن الجهود الدولية ساهمت في إحراز بعض التقدم في مجال حماية المدنيين في السودان، إلا أن العديد من المناطق في دارفور لا يزال يسودها عدم الاستقرار.