خلصت دراسة حديثة إلى وجود 45 صفة ذميمة يتشارك فيها خوارج العصر الحالي مع الخوارج الأوائل، أبرزها تكفير المجتمعات المسلمة المعاصرة، حكّاما ومحكومين، وتفريق جماعة المسلمين ومفارقتها، والخروج على ولاة الأمور ونزع يد الطاعة، واستباحة الدماء المعصومة، والجهل بالدين، واختلال منهج الاستدلال، والتحزب على غير إمام المسلمين ووليّ أمرهم. مخططات خبيثة لفت الأستاذ بجامعة عبدالقادر للعلوم الإسلامية في الجزائر، الدكتور أحمد عطاءالله، في بحث بعنوان «الانحرافات الفكرية بين الخوارج الأوائل وخوارج العصر»، قدمه في مؤتمر حماية الشباب من الجماعات والأحزاب والانحراف، والذي نظمته جامعة الإمام مؤخرا، إلى أن الجماعات والأحزاب والتنظيمات ظهرت في القرن الماضي في فترة سقوط الدولة العثمانية، ولم يتفطن عامة المسلمين إلى حقيقتها في البداية، لأنها كانت تتظاهر بالعمل على تحقيق مقاصد حسنة كمحاربة الاستعمار، ودعم الجهاد في فلسطين، ونشر الدعوة الإسلامية، ونحو ذلك، إلا أنها سرعان ما كشّرت عن أنيابها، وأفصحت عن مخططاتها الخبيثة الماكرة، وبدأت الشرارة الأولى لركوبها ضلالات الخوارج، وسلوكها مسالكهم الزائغة بالتفسير السياسي للإسلام. توحيد الحاكمية أضاف عطاءالله، «أوّل من تولّى التنظير لهذا الإفك المبين في العصر الحديث أبو الأعلى المودودي وسيّد قطب، ويمكن تلخيص عبارة التفسير السياسي للإسلام بأنّه جَعْلُ الخصومة بين الرسل عليهم السلام وبين أقوامهم المشركين خصومة سياسية، من أجل الحكم والسلطة والتشريع، وهو ما يطلقون عليه توحيد الحاكمية، ولذلك فسر المودودي الألوهية بالسلطة، إلى آخر ذلك من التخبطات والضلالات. وتابع «بناء على التفسير السياسي المنحرف للإسلام، زعم أبو الأعلى المودودي أن جميع حكّام الأرض كَفَرَة وطواغيت، ودعا إلى الثورة والانقلاب عليهم وإسقاطهم، لإقامة الدولة الإسلامية العادلة القائمة على حاكميّة الله تبارك وتعالى بزعمه، ثمّ جاء سيّد قطب الذي تأثّر بفلسفة الحاكميّة عند أبي الأعلى المودودي، وتحمّس لها وغلا فيها غلوّا عجيبا، ففسّر الألوهيّة بالحاكمية، واعتبرها مرادفة للألوهية، وبناء على ذلك، وصف جميع الدّول والمجتمعات والشّعوب المسلمة المعاصرة اليوم بالجاهلية، وحكم بردّتها، وكُفرها، وشركها، لأنها لا تعمل بتوحيد الحاكميّة في نظره، ولا يشفع لها عنده أنها تنطق بلا إله إلا الله، ولا أنها تأتي بالشرائع التعبّدية. خلع البيعة شدد الباحث على أن هذه الجماعات والأحزاب صارت تسعى إلى العمل على إقامة الدولة الإسلامية القائمة على الحاكمية «بزعمهم»، ولا يقوم ذلك ولا يكون -في نظرهم- إلا على أنقاض الدّول المعاصرة بعد إسقاطها والانقلاب عليها، ولمّا علموا أن ذلك لا يتأتّى لهم بيسر وسهولة، أمروا أتباعهم بخلع البيعة لولاّة الأمور، وأسّسوا الجماعات، وأمّروا عليهم أمراء منهم، وعقدوا لهم البيعة على إقامة دولة الإسلام المنشودة، لأنه لا وجود لدولة الإسلام بزعمهم، وكفّروا المجتمعات الإسلامية حكّاما ومحكومين، واعتبروا ديارهم ديار كفر، بل ديار حرب، ونفّذوا الاغتيالات وخطّطوا للانقلابات والثورات، وتآمروا حتى مع الكفار على المسلمين ودولهم وأقطارهم، كل ذلك لإقامة الدولة الإسلامية القائمة على الحاكمية، كما يزعمون، وعندما أظهرت هذه الجماعات والأحزاب الضّالة عقائدها الزائغة وأعمالها الإجراميّة الغادرة، قال العلماء كلمتهم، ولم يتأخّروا في الحكم عليها بأنّها تسير على مسالك الخوارج الأوائل في تعاملها مع المسلمين وولاة أمورهم وديارهم. الخوارج قديما هم الخوارج الأوائل الذين كفّروا الصحابة وخرجوا عليهم وقاتلوهم، وهم الذين ظهروا في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فأبادهم المهاجرون والأنصار في موقعة النهروان. الخوارج حديثا هم الجماعات والأحزاب والفرق والتنظيمات الضالّة والمنحرفة التي ظهرت في القرن الماضي، بعد سقوط الدولة العثمانيّة، والتي تبنّت في غالبها التفسير السياسي للإسلام، وهو تفسير فاسد منحرف مخالف للكتاب والسنة وهدي سلف الأمة. صفات مشتركة 01 تجدّد ظهورهم في أشكال مختلفة 2 الظهور في أوقات الفرقة والفتن والاختلاف 03 الابتداع في الدين 04 تفريق جماعة المسلمين 05 تأسيس الجماعات وتأمير الأمراء وعقد البيعات 06 الدعوة إلى اعتزال الجماعة المسلمة 07 التكفير بالذنب 08 السّرّية 09 الخروج على ولاة الأمور 10 التشهير بولاة الأمور وأخطائهم 11 الافتيات على ولاة الأمور 12 اتهام الحكام بالجور والمطالبة بالعدالة 13 هجر المساجد والجمع والجماعات 14 الغدر والخيانة وقتل الرسل والسفراء 15 الجمع بين كثرة العبادة والانحراف عن منهج السلف 16 حداثة السن وسفاهة الأحلام 17 الجهل بالدين 18 التنفير من العلماء الموثوقين ونبذهم وتعييرهم 19 مخالفة توجيهات العلماء والتزهيد في علمهم 20 خلوّ صفوفهم من العلماء 21 البذاءة والفظاظة وقلة الأدب 22 تضليل الأتباع والتلبيس عليهم 23 لبس الحق بالباطل 24 الافتراء على أهل الحق بالتهم الباطلة 25 الاعتماد على الاستدلالات الباطلة 26 التعلق بالدنيا 27 سفك الدماء المعصومة 28 الوحشية في قتل المسلمين 29 الرغبة في الانتقام 30 استحلال نساء وأموال أهل القبلة 31 الورع البارد على خلاف السنة 32 التناقض والاضطراب 33سوء العاقبة 34 اتباع المتشابه 35 الكبر والإعراض عن الحق 36 رد النصوص الشرعية والاعتراض عليها 37 الخروج على السنة 38 رفع الشعارات الزائفة والدعاوى الكاذبة 39 التباكي على مآسي المسلمين 40 تنفيذ الاغتيالات السياسية 41 تلاوة القرآن بلا تفهّم 42 المروق من الدين 43 شر الخلق والخليقة 44 يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان 45 الاختلاف والانشقاق والتناحر التوصيات 01 الاستمرار في تقديم المعالجة الفكرية العقائدية لشبهات خوارج العصر والجماعات والأحزاب المنحرفة 02 توجيه عناية طلبة الدراسات العليا إلى كتابة رسائل جامعية تتناول آراء خوارج العصر بالدراسة النقدية الفاحصة 03 تكثيف المؤتمرات والندوات الشرعية التي تهدف إلى نقض وتفنيد شبهات التكفير 04 الحرص على ربط الشباب المسلم بالعلماء الموثوقين قديما وحديثا، وتحذيرهم من الاغترار بالحزبيّين والرويبضة وخوارج العصر 05 تأسيس لجنة شرعية تابعة لجامعة الإمام تُسند إليها مهمة رصد شبهات خوارج العصر، ونقضها وتفنيدها