قال شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الجمعة على أن هناك مفاهيم جاء بها سيد قطب ما أنزل الله لها من سلطان، لافتا إلى أن مفهوم "الحاكمية" هو الدافع وراء الجماعات المسلحة وقتالها للمجتمع. وأوضح الطيب في كلمة على التلفزيون المصري: "هذا هو فكر الخوارج الذين أرغموا سيدنا عليا على قبول التحكيم، بعد اقترابهم من الهزيمة، ثم انشقوا عنه، وقالوا الحكم لله، وكفروا الصحابة وسيدنا عليا وقتلوه.. هذه الفتنة التي أوجدها الخوارج اندثرت باندثارهم إلى أن أحياها المفكر الهندي أبو الأعلى المودودي الذي كون الجماعة الإسلامية، وبدأ يستدعي فكرة الحاكمية من جديد، وكتب كتابا أسماه 'المصطلحات الأربعة في القرآن‘ وهي الإله، والرب، والعبادة، والدين، وهي التي يقوم عليها الإسلام كما يقول، حيث فسر كلمة الإله بأنه الحاكم، والألوهية بالحاكمية، والعبودية بأنها الطاعة لحكم الله، وقال: الله له الحكم والسلطة، والخلق ليس لهم إلا الطاعة المطلقة، ومن يدعي أن له حرية في أن يحكم أو يصدر قوانين يخضع لها البشر فهو كافر; لأنه ينازع الألوهية في أخص خصائصها وهي الحاكمية، ومن يطيع من يحكم ويضع القوانين الحاكمة هو أيضا – وفقا لكلام المودودي – مشرك; لأنه اتخذ من دون الله إلها آخر." وتابع قائلا: "سيد قطب أعجب بكتاب معاصره وصديقه أبي الأعلى المودودي أشد الإعجاب لدرجة الانبهار، وانطلق منه إلى أن الحاكمية لله; لأن الألوهية هي الحاكمية، وكل البشر الذين يعطون أنفسهم الحق في إصدار قوانين أو تشريعات أو أي تنظيمات اجتماعية تعد خروجا من الحاكمية الإلهية إلى الحاكمية البشرية، وأصبح عنده أن البشر محكمون بقوانين غير قوانين الله – سبحانه وتعالى – وبأنظمة لا ترضى عنها شريعة الله، ولم يأذن بها الله، وبالتالي هذا المجتمع مجتمع مشرك وكافر ويعبد غير الله; لأن العبادة هي طاعة الله في حاكميته." وأردف قائلا: "ادعى قطب أن المجتمعات التي تعيش فيها الأمة الإسلامية الآن هي مجتمعات جاهلية، ولم يشبهها بالجاهلية الأولى الوثنية، ولكنه قارنها بجاهلية الأمة الإسلامية حاليا; لأن الجاهلية الأولى كانت جاهلية عبادة أوثان فقط، أما جاهلية الأمة الإسلامية الآن كما قال سيد قطب – جاهلية مركبة حيث توجد قوانين ودساتير تحكم المجتمعات، وتوجد أنظمة وقوانين دولية، وهذه كلها – من وجهة نظر سيد قطب – أصنام، وبالتالي هناك الآلاف من الأصنام يعبدها المسلمون.. هذه المفاهيم التي جاء بها سيد قطب ما أنزل الله بها من سلطان، ولكن للأسف الشديد وجدت من يقف وراءها من بعض الدعاة الذين ساروا على هذا النهج."