"من يظن أن السعودية اليوم، هي فقط مجموعة من المفتين.. فتاوى ضد المرأة، وضد المساواة، وضد التسامح، وضد الفكر الحر، وضد الديموقراطية، فهو مخطئ خطأً كبيراً. ومن يظن أن السعودية اليوم، هي فقط مجموعة من الأشياخ المفتين بهدر دماء وتكفير الشباب الجدد من طلائع الليبرالية السعودية، فقد جانبه الصواب مجانبة قصية، ومن يظن أن المرأة السعودية اليوم، عبارة عن عباءة سوداء، ونقاب أسود، وقفازات سوداء، وأن المرأة ما زالت في منظور "الحرملك"، ومحتجزة في البيت، ومكرسة فقط للعلف والخلف، فهو يرى السعودية بعيون نصف قرن مضى. والسبب في كل هذا النظر الأحادي للسعودية، هو طول فترة الجليد الثقافي والأيديولوجي والاجتماعي، وتسارع ذوبان هذا الجليد، وبزوغ فجر "ربيع الرياض". بمثل هذا النفس يقدم الكاتب شاكر النابلسي كتابه الجديد الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان ممثلا الجزء الثالث والأخير من (الليبرالية السعودية بين الوهم والحقيقة) وحمل عنوان (الحداثة والليبرالية.. معاً على الطريق.. السعودية أنموذجاً). ويضم هذا الجزء، الذي يهديه النابلسي وفقا لنصه "إلى المفكر السعودي الليبرالي الإسلامي يوسف أبا الخيل"، عدة أبواب منها: السعودية الجديدة: من الأصولية إلى الليبرالية، ويتحدث عن "القصيم المنبت، و"إخوان بريدة". وجماليات الصوفية في ليبرالية "إخوان بريدة"، ونشوء التيار الليبرالي الجديد. أما الباب الثاني فيتحدث عن الحداثة السعودية والأصولية الدينية، وكيف نقرأ الليبرالية السعودية، والليبرالية السعودية ما لها وما عليها. أما الباب الثالث فيتحدث عن الليبرالية في الثقافة الأصولية السعودية.. وعن عداء الجامعات الدينية السعودية لليبرالية. ويتحدث النابلسي في الكتاب عن مجموعة ممن يعتبرهم الحداثيين والليبراليين السعوديين كإبراهيم البليهي، وحسن المالكي، وأحمد بن باز، وعبدالله بن بخيت.